الجزائر - ما من شك أن مرتادي المعرض الدولي للكتاب الذي تدخل طبعته ال16 أسبوعها الثاني لاحظوا الأسعار المرتفعة للكتاب مقارنة بالسنة الماضية لكن بعض التخفيضات المهمة قللت من مخاوفهم بعدم القدرة على إشباع تعطشهم للمطالعة. تتعدد أسباب هذا الارتفاع بحيث يرجعها البعض إلى ارتفاع أسعار الورق والبعض الآخر يضعها على عاتق الناشر أو يوجهون أصابع الاتهام لحقوق المؤلف. واعتبر مختصون في المجال أن انخفاض قيمة الدينار الجزائري أثرت بالتأكيد على الأسعار. وتكمن خصوصية المعرض الدولي للكتاب بالجزائر في أنه يقدم منشورات مهمة بأسعار معقولة مقارنة بتلك التي تقترحها المكتبات و هو الأمر الذي لم يسجل هذه السنة، حسب عدد كبير من الزوار. كهينة وهي طالبة في السنة الأخيرة اختصاص طب تجد أن الأسعار ليست معقولة. "من المستحيل أن نشتري على سبيل المثال كتب علمية متخصصة". وأضافت أنه "لا يمكن للطالب الجامعي الذي يتقاضى منحة أن يشتري كتابا بسعر 9000 دج". و لكشف النقاب عن سبب هذا الوضع، أوضح سمير حيراش، مدير دار النشر "دار خيمة الكتاب" المختصة في استيراد و توزيع الكتب العلمية لوأج أن "الناشر هو من يحدد سعر الكتاب و ليس المستورد و أن تحديد السعر قد يتم في بعض الأحيان على أساس عدد النسخ المستوردة: كلما كان الكتاب نادرا و كان عدده محدودا كان السعر أكثر ارتفاعا". تخفيضات مغرية بالرغم من ارتفاع الأسعار بالرغم من ارتفاع الأسعار، يمكن للمشتري أن يستفيد من تخفيضات مثيرة يقترحها عدد كبير من دور النشر بما فيها الكتب الكلاسيكية المشهورة للأدب العالمي. كما تشمل هذه التخفيضات كتاب الطفل المعروض بأسعار معقولة تتراوح ما بين 25 و 350 دج. وأوضح المسؤول عن الصادرات و المعارض الدولية على مستوى دار النشر "المكتبة الخضراء" السيد عبد الرحمان صالحي أنه "يتم تحديد سعر الكتاب على أساس جودة الورق والمضمون". و صرحت السيدة فتيحة و هي أم لطفلين قائلة "إن الأسعار ليست جد مرتفعة مقارنة بجودة الكتب. لقد وجدت كتبا جيدة لابنتي التي تدرس في الطور التحضيري و أرى أن أسعارها معقولة". و لا تقتصر التخفيضات على الكتب الجامعية و كتب الأطفال بل تمس أيضا الكتب الدينية التي تسجل مبيعات قياسية أدت إلى نفاذ المخازن في معظم الأجنحة. وفكر العارضون في الأسر التي ليست قادرة على دفع مبالغ كبيرة بحيث عرضت عليهم كتب طبخ بأسعار معقولة. وتقول السيدة سعيدة، أن "شراء ستة كتب بسعر 400 دج فرصة لا ينبغي تفويتها" معربة عن سعادتها كونها ممن "حققوا الصفقة". وتشهد الأجنحة التي تقترح قواميس و كتب لتعليم القواعد الأولى للغات الأجنبية إقبالا كبيرا مما يعكس الاهتمام الذي يوليه المواطن الجزائري بالغات الأجنبية لكن الأسعار تبقى مرتفعة. وأشار زائر إلى أنه "لا يمكن أن نجد أحسن من دور النشر الحاضرة بالمعرض لتعلم اللغات الحية لكن الأسعار ليست في متناول الجميع". وأوضح مدير التوزيع على مستوى دار النشر المصرية "دار الشروق" الذي أبدى شيئا من التفاؤل أن "الصالون دخل يومه الثامن و بالرغم من الأسعار قليلا ما يغادر الزائرفارغ اليدين و هذا ما يدل على أن الجزائري هو أحد أكبر القراء العرب".