بدأ الصراع القائم بالمؤسسة الوطنية للصناعات الكهروتقنية المتواجدة باعزازقة بولاية تيزي وزو يتأزم أكثر ويزداد حدة من يوم لآخر، والوضع يهدد بغلق المصنع، حيث يتواصل الاعتصام الذي نظمته الأسرة الثورية رفقة 15 عاملا أمام مدخل المصنع منذ التاسع من أكتوبر المنصرم، تضامنا مع أحد العمال، وهو المعاقب من طرف إدارة المصنع لاتهمامه بتجاوزات مهنية وسلوكية داخل المؤسسة، فيما يواصل المصنع الإنتاج دون السماح لخمسة من مسؤولين بالدخول إليه؟ وحذّر العمال والفرع النقابي مما يسميها ''مؤامرة مدبرة '' تهدف إلى غلق المصنع يقف وراءها أطراف خارجية وصفت ب''المافيا الاقتصادية''· دخلت، الحركة الإحتجاجية التي شنتها الأسرة الثورية بمصنع الصناعات الكهروتقنية يومها العاشر دون الوصول إلى حل المشكل القائم، وكل طرف متمسك بمواقفه ومطالبه، وحاليا يسير المصنع دون خمسة مسؤولين، من بينهم الرئيس المدير العام، وكلهم منعوا من طرف المحتجين من الدخول إلى المصنع منذ 9 أكتوبر المنصرم، ما يهدد بغلقه ووقف الإنتاج· بداية الصراع تشير المعلومات التي رصدناها من مسؤولي مؤسسة الصناعات الكهروتقنية والعمال والنقابيين والمحتجين أن الصراع الذي يعيشه المصنع، بدأ يوم 31 ماي المنصرم، عندما أقدمت الإدارة على معاقبة عامل يدعى ''ماسوت الوناس''، وهو ابن شهيد وتقني سامي في مصلحة ما بعد البيع، بتهمة خروجه في أوقات العمل، وعدم احترامه لهرم المسؤوليات، عاقبته الإدارة بثلاثة أيام من دون عمل، ورضخ ذات العامل لقرارات الإدارة· وبعد انقضاء المدة، عاد إلى عمله، وبعدها نشبت صراعات بينه وبين أعضاء الفرع النقابي، تحولت إلى حسابات وصراعات شخصية· ويوم 19 جوان المنصرم وقع خلاف داخل مطعم المؤسسة بين العامل ''ماسوت الوناس'' وأحد النقابيين المدعو ''مزياني محند أمزيان''، هذا الأخير أكد في تصريحه أنه تعرض للشتم والإهانة والاتهام بالخيانة من طرف ماسوت الوناس· والمتهم نفى ذلك، واعترف بترديده لكلمة الخيانة ''اتهمت الفرع النقابي بالخيانة وليس الشخص مزياني''· وفي يوم 8 سبتمبر المنصرم، تعرض نفس العامل ''ماسوت الوناس'' إلى عقوبات توقيف عن العمل لمدة 15 يوميا بسبب ارتكابه لعقوبة الدرجة الأولى بالقذف في حق المسيرين والنقابيين والمؤسسة، لكن هذا العامل لم يتقبل القرار، وتدخلت الأسرة الثورية لمساندته كونه ابن شهيد. وفي البداية، قابلوا الرئيس المدير العام محاولين حل المشكل وإلغاء العقوبات، لكن لم يتوصلوا إلى اتفاق، وقد قررت الأسرة الثورية يوم 9 أكتوبر الاعتصام أمام مدخل المصنع ومنع 5 مسؤولين من الدخول إليه، وهم الرئيس المدير العام السيد آكلي يونسي، ومدير مصلحة المحركات والخدمات عليوات محمد، والسيد رئيس لجنة المساهمات عيدروس محند أمزيان، والأمين العام للفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين مصطفى بوجمعة، و مزياني محند أمزيان نقابي مكلف بالهيكلة، مطالبين بضرورة إلغاء العقوبات المسلطة من طرف الإدارة والرحيل الفوري لهؤلاء المسؤولين. الوناس ضحية قرارات الإدارة أم ضحية لأطراف خفية؟ وقصد التعرف أكثر على طبيعة المشكل، تنقلنا إلى مصنع ''أونال'' لمقابلة الضحية ''ماسوت الوناس'' الذي يعتبر السبب الرئيسي في هذا المشكل، وجدناه برفقة الأسرة الثورية وممثلي الفيدرالية الوطنية لأبناء الشهداء والتنسيقية الوطنية لأبناء الشهداء والمنظمة الوطنية لأبناء الشهداء وحوالي 15 عاملا اعتصموا أمام المدخل تضامنا معه، وصرح لنا أنه راح ضحية قرار تعسفي من طرف الإدارة والفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، وذكر أنه في شهر ماي المنصرم تعرض لعقوبة التوقف عن العمل لمدة ثلاثة أيام، نافيا أن يكون قد ارتكب الأخطاء الموجهة له ''لم أترك أبدا منصب عملي في أوقات العمل، ولم أتجاهل المسؤولين''، وأوضح أن السبب الرئيسي في هذا الأمر أن الإدارة والفرع النقابي كانوا يبحثون عن حجة لمعاقبته، ''منذ شهر مارس المنصرم وأنا أعيش ضغوطات حادة من طرف الإدارة، وخصوصا الرئيس المدير العام ومدير مصلحة المحركات والخدمات''، وقال ''هذه الضغوطات بدأت عندما طلبت تجديد خلية أبناء الشهداء بالمصنع، وتلقيت رفضا من طرف الإدارة والفرع النقابي''، وأضاف ''طلبت عدة مرات مقابلة الرئيس المدير العام لطرح المشكل عليه، لكنه رفض استقبالي وبعدها بدأوا يبحثون لي عن أسباب لمعاقبتي''· وفي السياق ذاته، أكد ذات العامل أنه يعمل منذ 33 سنة بالمصنع وأنه مقبل على التقاعد في شهر مارس القادم، ويشتغل كتقني سامي في مصلحة ما بعد البيع، طالب بالترقية ومنصب مسؤول رئيس فرع بمصلحة ما بعد البيع''، وأكد أن الإدارة رفضت ذلك رغم أنه العامل الأكثر أقدمية في المصلحة''· وكشف ''المدير العام أعاد الهيكل التنظيمي للمصنع وألغى مصلحة ما بعد البيع ودمج مصلحة البيع وما بعد البيع من أجل حرماني من الترقية''· مافيا اقتصادية تحاول نقل مصنع ''أونال'' باعزازقة إلى الناصرية ببومدراس!؟ المتتبع للمشاكل التي يتخبط فيها مصنع ''أونال'' باعزازقة منذ سنة ,2009 يكتشف أنه هناك تلاعبات لرسم أهداف محددة، فمشاكل بسيطة تحولت إلى صراعات حادة، نتج عنها حركات احتجاجية يقف وراءها أطراف خارجة عن المصنع ولا تربطها أي علاقة به، واكتشفنا خلال حديثنا مع العمال والنقابيين أن هناك مؤامرة تهدف إلى إثارة البلبلة بمؤسسة الصناعات الكهروتقنية تستهدف غلقها وتسريح العمال المقدر عددهم 830 عامل، حيث تحصلنا على معلومات تفيد بأن هناك مستثمرين خواص يريدون نقل المصنع من اعزازقة إلى منطقة الناصرية بولاية بومرداس، وأن هناك أياد وصفها بعض أعضاء الفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين بالمافيا الاقتصادية التي تريد عزل ولاية تيزي وزو اقتصاديا. وكشفوا أن هناك أطراف وإطارات سبق أن اشتغلت بمؤسسة الصناعات الكهروتقنية باعزازقة، وبعضهم أحيلوا على التقاعد، والبعض الآخر انتقلوا للعمل في مؤسسات خاصة منافسة للمؤسسة، وهم يسعون منذ سنوات إلى خوصصة المصنع كما حدث مع ملبنة ذراع بن خدة. تجديد لجنة المساهمات مؤجل إلى أجل غير محدد كان الصراع القائم بمصنع ''أونال'' غير ظاهر للعيان، لكن مع بداية الحملة الانتخابية من أجل تجديد لجنة المساهمات اتضح كل شيء، حيث أقدم 8 عمال ترشحوا إلى لجنة المساهمات على القيام بحركة احتجاجية وإضراب عن الطعام لم يتجاوز يوما واحدا، تنديدا بالطريقة ''غير القانونية'' التي تقوم بها اللجنة المكلفة بالتحضير للانتخابات، واتهموا الإدارة والفرع النقابي بالتلاعب، وبعدها ظهر أن معظم هؤلاء المترشحين يريدون خلق البلبلة في المصنع، والدليل على ذلك انضمامهم للاحتجاج دون مساندة عمال المصنع الذين فهموا أن هناك مؤامرة مدبرة تحاك على مستقبل المصنع. وتجدر الإشارة إلى أن تاريخ انتخابات تجديد لجنة المساهمات برمج يوم 6 أكتوبر المنصرم، وبعد احتجاج فئة من المترشحين، قامت الإدارة بتمديده إلى غاية 16 من الشهر الجاري، إلا أنه لم يتم تجديدها لأن الأمين العام للفرع النقابي للاتحاد العام للعمال الجزائريين، مصطفى بوجمعة، والمكلف بالهيكلة في نفس النقابة مُنعا من الدخول إلى المصنع، وقرر العمال عدم تجديد لجنة المساهمات إلى غاية وقف الحركة الإحتجاجية، وتم تأجيلها إلى أجل غير محدد.