قدمت فرقة ''الأمل'' من القبة، بالعاصمة مسرحية ''جدار الصمت''، التي تطرح سؤال الجزائر أو الوطن، بين منحة التعلق به لدى الأجيال السابقة التي حررته من المستعمر الفرنسي ومحنة الجيل الجديد الساعي، بكل الطرق، إلى مغادرة الوطن، هروبا منه، ولو على قوارب الموت، وقد يكون التعلق بالوطن، في النهاية، مفتوحا على أبعاد أخرى، رغم قساوة الخطاب أحيانا، الذي يطرح الأسئلة الحقيقية للوطن· مسرحية ''جدار الصمت'' للكاتب المسرحي بوعلام زبوش، وأخرجها فوزي عباس، أما دور البطولة، في التمثيل، فتقمصته نخبة من الوجوه المسرحية الجديدة، التي عرضت، أول أمس، بمقر الجمعية الثقافية ''الجاحظية''، بحضور عدد كبير من الفنانين والمسرحيين، توقفت عند مسألة الإرتباط بالوطن الذي يختلف من جيل لآخر، فكل، يقارب الموضوع من زاوية خاصة، تختلف إلى درجة التناقض أحيانا، بالنظر إلى اختلاف السياقات والظروف التي تشكل وعي كل جيل، كما تشكل رؤاه ورهاناته على حد سواء· وتروي ''جدار الصمت''، بكثير من الجرأة الهادئة، الصدام غير المعلن، في أحيان كثيرة، الذي وقع بين جيل الإستقلال والجيل الجديد، حيث صوّر المخرج، خلال مشاهد العرض، المبادئ والقيم الجميلة التي كان يتحلى بها الجيل القديم، كالوطنية والغيرة على الأرض في مكافحته للإستعمار بشتى الطرق والأساليب، مما شكّل علاقة استثنائية في مقاربة قضايا البلد، لأن ذلك الجيل، حسبما تصوره المسرحية، كان مرتبطا بِهَمّ الاستقلال من وحشية فرنسا الإستعمارية، وهو الأمر الذي دفع الشباب، آنذاك، إلى التجند من أجل تحرير الجزائر وتدويل قضيته واسترجاع حقه· وتنقل ''جدار الصمت''، بالمقابل، الوجه الجديد للنظرة الجديدة للوطن، عبر تصوير تفكير الشباب الذي لم يعد حالما إلا بالهجرة والمغادرة، بحثا عن فضاء آخر لتحقيق الأحلام، ولو عن طريق ''الحرفة''، التي صارت الجسر الأقرب إلى الهلاك، منها إلى النجاة وتحقيق العيش الرغيد، ومع ذلك، ما زالت الظاهرة الأولى لدى الجيل الجديد· عرض مسرحية ''جدار الصمت''، ورغم بساطتها، غير أنها قامت بتعرية الواقع المعيش، من خلال طرحها للقضايا الساخنة الموجودة داخل المجتمع (الفقر، الهجرة غير الشرعية، البطالة''·· ولعل ما ميز العرض، هو الديكور البسيط، وإلى جانب ذلك، تميز الممثلون بأدائهم المقبول، وهم يجسدون أدوارا تاريخية رغم حداثة تجربتهم· حفيظة عياشي 3 أسئلة إلى: فوزي عباس (مخرج ''جدار الصمت'') هل يمكن تقديم فكرة عن هذا العمل المسرحي وعن خلفياته؟ مسرحية ''جدار الصمت'' تتحدث عن الصدام بين جيل الاستقلال والجيل الجديد، حيث طرحت قضية الثورة الجزائرية إبان الإستعمار، وسلطت الضوء على شجاعة الثوار، آنذاك، من خلال دفعهم النفس والنفيس من أجل الحرية، والتي تشكل حالة مهمة في الإرتباط بالوطن، عكس ما يحدث، اليوم، لدى الأجيال الجديدة التي لم تعد رهاناتها تشبه تلك التي كانت لدى الجيل المُحَرر للجزائر، ولذلك، كانت فكرة الصدامية بين الأفكار مطروحة لأننا، جميعا، مرتبطون بالوطن· لقد أصبحت الهجرة غير الشرعية، في المدة الأخيرة، موضوعا مُثارا عند الكثير من المسرحيين، ما هي الإضافة التي كنت تريدها من ''جدار الصمت''؟ باختصار، هذا العرض، حين تشاهده، تشعر بذلك الفارق الكبير بين الأجيال، كما حاولت تقديم قراءة تحليلية لهذه الإشكالية للحضور· ما هي مشاريع فرقة ''الأمل''، في المستقبل القريب؟ يعود تأسيس الفرقة إلى سنة ,2006 غير أنها حصدت الكثير من النجاحات، وتحصلت على العديد من الجوائز الوطنية والمحلية، أهمها، في مهرجان مستغانم وبرج بوعريرج بمسرحيتي ''عودة قبيل''، أما عن مشاريعها، التفكير جارٍ في إخراج عروض أخرى، كما سنشارك، الأسبوع المقبل، في المهرجان المدرسي بمستغانم، في دورته السادسة عشر، والهدف الرئيسي للفرقة هو النهوض بمسرح مدرسي متألق·