صرح الممثل الفرنسي، ذو الأصول الجزائرية، في حديثه مع ''الجزائر نيوز'' أنه يتمنى تجسيد شخصية الأمير عبد القادر لو سنحت له فرصة الاشتغال على فيلم تاريخي يخص الجزائر· وقال رحيم إنه تابع الاحتفالات بالذكرى الخمسين لمظاهرات 17 سبتمبر ,1960 واعترف أن ما اقترفته الشرطة الفرنسية آنذاك في حق الجزائريين ''بشاعة'' لا تحتمل· يبدو أن الأبواب انفتحت واسعة عليك رحيم منذ أدائك في دور ''نبي'' مع جاك أوديارد؟ يمكنني القول إنني كنت أمام موجة كبيرة بعد عرض ''نبي''، لقد تلقيت عروضا كثيرة، لدرجة أنني قرأت كل النصوص التي اقترحت عليّ، علني أجد السيناريو المناسب· أخذت الوقت اللازم لأختار ما يعجبني· قابلت كل الناس الذين رغبوا في العمل معي، حتى إن لم أكن أنوي الموافقة على مقترحهم·· كانت طريقة أخرى لتعلم المهنة· على إثر تفكيرك الطويل وقع اختيارك على ''الرجال الأحرار'' لماذا هذا النص تحديدا؟ أعتقد أن القصة تستحق الاهتمام بها·· إنها ملفتة ومثيرة للتفكير وموضوع لم يتطرق إليه من قبل· الشخصية التي اقترحت عليّ تملك من الخصائص ما يجعلني مرتاح في التعامل معها، أحسست أنني قادر على إبداع شيء ما، سيميزني· علما أنني لست من الأشخاص الذين يحبون رفع الشعارات، أو إرسال إشارات سياسية·· الفيلم برمته كفيل بذلك· السينما الهوليوودية جذبتك إليها، صح؟ تلقيت عروضا من هوليوود كغيرها من الجهات الأخرى، لا فرق بينهما، ولا أعرف لماذا يعتقد أن السينما هي في هوليوود فقط، وننكر وجودها في أماكن أخرى في العالم· هذا لا يمنع أن في هوليوود سينمائيين من قامة رفيعة، وكنت أحلم بالعمل مع عدد منهم على شاكلة: جامس غراي، سودربورغ أو سبيلبورغ··· حدثني عن تجربتك مع جاك آنو ودورك في ''الذهب الأسود''؟ كان جنون العمل مع آنو تجربة مميزة جدا· وجدت نفسي في أماكن التصوير، ماكياج، وأزياء محددة، امتطي حصانا، واشتغل أمام ثلاث كاميرات، تترقب أنفاسي·· والأصعب في كل هذا هو اضطراري الحديث باللغة الإنجليزية لسنوات العشرينيات··· كنت أرى نفسي غير حقيقي وأنا أنطق بهذه اللغة التي لا أعرفها·· صورنا المشاهد في صحراء تونس لمدة ثلاثة أشهر، في خضم الثورة التونسية، ثم انتقلنا إلى قطر وعملنا هناك شهرا آخر· التجربة الحقيقية في الفيلم، أعتقد أنها كانت في تونس، حيث بلغتنا مشاعر الثورة وقلقها ونحن في قلب التصوير، إذ كان التقنيين من التونسيين، وكان بالهم مشغول بعائلاتهم، وكانوا يرغبون في الالتحاق بها، وهذا ما قاموا به، أغلبهم، حتى أننا وجدنا أنفسنا بعدد محصور من التقنيين واشتغلنا بما بات متوفرا· أين كان رحيم عندما احتفل الجزائريونبفرنسا بتاريخ 17 أكتوبر ,1960 ماذا يعني لك هذا التاريخ، وما رأيك في المطالب التي تسعى الجالية الجزائريةبفرنسا تحقيقها، خاصة فيما يتعلق باعتراف فرنسا بجرائمها؟ ما حدث تلك الليلة بشع لدرجة كبيرة، مع أنني -للأسف- لا أملك المعلومات الكافية التي تمكنني من الحديث عن تلك المظاهرات، لكن الأكيد أن ما تعرض إليه الجزائريون ظلم لا يحتمله بشر· أعتقد أنه ما كان لذلك الاضطهاد أن يحدث، ما دام الناس خرجوا للتظاهر بشكل سلمي رافعين مطالبهم في مسيرة منتظمة· المجتمع المدني بفرنسا يقول إنه بحاجة إلى دعم شخصيات نافذة ومؤثرة سواء في الفن أو السياسة أو الثقافة مثلك طاهر رحيم؟ تعرفين أن قلبي مملوء بحب والداي، ووالداي جزائريان، وأنا فرنسي الجنسية، يعني أني خليط من انتماءات متعددة، ولا أشعر أنني فاقد لجذوري ولا علاقتي بأصولي، كما أشعر أنني أعيش راهني وفق الظروف الحالية التي أنا فيها، وأحمد الله أنني متصالح مع نفسي في هذه المسألة· لكن سياسيا لا أعرف كيف أفسر مثل هذه الأمور، لا أحبذ كثيرا الخوض في غمار السياسة، فهي لا تغريني أبدا· بعد أن مثلت فيلما تاريخيا عن منطقة الخليج العربي، هل تفكر في عمل تاريخي جزائري؟ بل أحلم بذلك، ويبقى من أمنياتي العميقة أن أشارك في عمل يتحدث عن تاريخ الجزائر البطولي، بالتفكير مليا في الشخصيات الكثيرة التي نعرفها، أشعر أنني معجب كثيرا بشخصية الأمير عبد القادر، أرى أنني قادر على تقمص بعضا من ملامح الرجل المكافح والمتصوف· متى نراك في الجزائر مجددا؟ آخر زيارة لي كانت بمناسبة عرض فيلم ''نبي'' وزرت الأهل حينها، الآن أفكر في إعادة الكرّة، فقد اشتقت لكل عائلة رحيم بوهران، ربما قريبا جدا سأمر عليهم·