طرحت الهجمة الإلكترونية المغربية الأخيرة على عدد من المواقع الجزائرية والهجمة المضادة التي قادها هاكرز جزائريون على المواقع المغربية، مرة أخرى، مدى أمن الشبكة المعلوماتية للمؤسسات والهيئات العمومية والرسمية الجزائرية، ومدى استعداد الجزائر لمجابهة هذه الظاهرة في وقت أصبحت المعلومة سلاحا خطيرا، ناهيك عن مشاريع الجزائر في دخول التجارة عبر الأنترنت ومشروع الحكومة الإلكترونية· ويحذر أحد الهاكرز الجزائريين شارك في الحملة المضادة على الهجمة الالكترونية التي قام بها هاكرز مغاربة، من هشاشة النظام المعلوماتي للمؤسسات والهيئات الجزائرية الرسمية دون استثناء، موضحا أن هذا الوضع يجعل البلاد مهددة في أمنها بشكل صارخ· واعترف هذا الهاكرز المدعو ''دي·أف-بيرات كيتانوس''، في حوار لموقع ''كل شيء عن الجزائر''، أنه اخترق الأنظمة المعلوماتية لعدد من البنوك الجزائرية، مشيرا إلى أن ذلك ''كان لعبة أطفال بسبب عدم وجود أي اعتبار أمني في موزعات هذه البنوك التي تعود إلى عهد نظام ''فاير وال'' الذي تجاوزه الزمن، والتصور الساذج ل ''INTERFACE WEB الذي يعطي مجالا واسعا لاحتمال دخول النظام واستغلال معطياته· وحسب هذا الهاكرز، فإن ''كل المؤسسات الجزائرية تسير شبكتها المعلوماتية شركات غير مؤهلة، ورأيت بأم عيني واب ماستر يدخل نظام مؤسسات بجهاز بسيط''، كاشفا أن زميلا له ''استطاع -مؤخرا- إيجاد ثغرة في نظام جيزي يمكن استغلالها قريبا''· وبالنظر إلى هذه الهشاشة في الأنظمة المعلوماتية للمؤسسات الجزائرية، يرى هذا الهاكرز أنه من غير الممكن الحديث عن التجارة عبر الأنترنت ما لم يتم التكفل بالجانب الأمني لها، داعيا إلى إشراك كل الهاكرز الجزائريين في تجسيد نظام أمني ناجع للمنظومة المعلوماتية الجزائرية في أدق تفاصيلها· وحسب الإحصائيات التي قدمها مركز البحوث القانونية والقضائية التابع لوزارة العدل بالجزائر، العام الماضي، فإن عدد الهجمات على مختلف المواقع الإلكترونية في الجزائر وصل إلى 3000 هجمة في الشهر· كما انتقل عدد الجرائم المعلوماتية من 12 قضية عام 2005 تتضمن 20 متهما إلى 12 قضية تتضمن 51 متهما عام ,2006 وإلى غاية أفريل 2010 بلغ عدد الأشخاص المتابعين في الجرائم المعلوماتية 88 شخصا· وقالت مصادر من المركز الجزائري للبحث في الإعلام التقني والعلمي ''إن ما لا يقل عن 700 موقع إلكتروني يحتويه المركز تعرض لهجمات مختلفة المصادر والأشكال، كانت تهدف أساسا إلى تخريبها أو تغيير محتواها أو إتلاف المعطيات الموجودة بداخلها· ومايزيد من صعوبة تأمين هذه المواقع أن توطين أغلبها في الخارج·