وجهت مختلف القطاعات الوزارية والسفارة الجزائرية بالخارج تعليمة داخلية لكل موظفيها تتضمن تنبيههم إلى عدم إرسال مستندات أو معلومات تحمل طابع السرية عبر شبكة الإنترنت فيما بينهم، أو إلى موظفين آخرين يعملون في الملاحق الوزارية التابعة لها، وذلك تحسبا لأية عملية اختراق يمكن أن تتعرض لها المواقع الوزارية وشبكات معلوماتها. وأفادت مصادر مطلعة ل''البلاد'' أمس، أن المؤسسات الوزارية ألزمت موظفيها والمتعاملين معها بإيداع الملفات والوثائق التي تحمل السرية ومعاملاتها أو الوثائق ذات أهمية معينة عن طريق اليد أو عبر البريد العادي ومنع إرسالها عبر الإنترنت. وأوضح المصدر أن المؤسسات الوزارية التي اعتمدت هذه الخطوة هي القطاعات الحساسة كوزارة الداخلية والجماعات المحلية ورئاسة الحكومة ورئاسة الجمهورية ووزارة الخارجية والسفارات الجزائرية بالخارج، إضافة إلى وزارات الدفاع والعدل والتجارة والطاقة. وقالت مصادر متطابقة إن التخوف من تدمير بعض القراصنة لمواقع إلكترونية خاصة بالقطاعات الوزارية الحساسة واختراقها أصبح هاجسا لدى هذه المؤسسات مما جعلها تعتمد الطريقة القديمة في التعامل باتباع الفاكس والإرسالية عبر البريد العادي فيما يخص المعاملات السرية، لكن فيما عدا ذلك يمكن استعمال الشبكة المعلوماتية لكن مع تفادي إرسالها عبر البريد الإلكتروني بعنوان الروابط التي كثيرا ما تساعد الهاكرز على اختراق المواقع. وأصدرت مختلف القطاعات الوزارية هذه التعليمة عقب تعرض الموقع الإلكتروني لوزارة الداخلية والجماعات المحلية إلى القرصنة وكذا السفارة الجزائرية بواشنطن ووزارة الخارجية من طرف هاكرز مغاربة حيث تم إدراج في صفحتهم الرئيسية خريطة للمغرب تتضمن إقليم الصحراء الغربيةالمحتلة مرفوقة بالنشيد الوطني المغربي وقد شل الهاكرز المغاربة هذه المواقع لساعات وخاصة موقع الرئيس بوتفليقة، وقد وضع فريق الهاكرز الذي اخترق المواقع المذكورة أسماءهم الحركية الافتراضية أسفل صفحة المواقع مما كشف عن هويتهم وقد مسح القراصنة جميع المعلومات. وأصبحت الجزائر من أكثر الدول في العالم تعرضا للجوسسة والقرصنة المعلوماتية، حيث تبين أن برامج وفيروسات مصدرها إسرائيل والولايات المتحدة تخترق يوميا أجهزة كمبيوتر الجزائريين المتصلة بشبكة الإنترنت. وقد جاء في تقرير مستقل نشرته شركة ''ويبروت سوفتوير'' المختصة في حماية شبكة الإنترنت، أن الجزائر تحتل المرتبة الثانية عالميا من حيث الدول التي تتعرض لهجمات الجواسيس والقراصنة على شبكة الإنترنت خلال السداسي الأول من سنة ,2007 وأوضح التقرير أن الجزائر احتلت المرتبة الثانية عالميا خلف بورتوريكو وأمام جمهورية دومينكان والبحرين اللتين تتعرضان لهجمات لما سمي ب''سباي وير'' الكلمة الإنجليزية التي تعني برنامج التجسس، وهي الأداة التي تخترق الحاسوب بهدف الاستيلاء على جميع المعطيات الشخصية والمعلومات السرية التي يحتويها وتسليمها في العديد من الحالات إلى جهات أخرى، وبالتالي يتمكن كل من يرسل هذا ''البرنامج الجاسوس'' أن يطلع دون علم صاحب الحاسوب على محتوياته ويرى مباشرة كل ما يرى صاحب الحاسوب متى دخل صاحب الحاسوب شبكة اإنترنت. كما تسمح فيروسات التجسس من معرفة المواقع التي يزورها كل شخص، وحتى الملفات التي يشحنها من الشبكة.