أكد الهاشمي زرطال، مدير شركة ''سيرتا فيلم'' لتوزيع الأفلام، أنه يتعذر عليه إدخال آخر الأفلام المنتجة للعام 2011، بما فيها ''الذهب الأسود'' للمخرج الأمريكي جون جاك آنو، ولا حتى ''نورمال'' لمرزاق علواش، بسبب إصرار وزارة الثقافة على شرط تقديم العمل على قرص ''دي في دي''، وهي تعلم أن الشركات المنتجة، لا تفعل ذلك إلا بعد ستة أشهر من خروج الفيلم بقاعات العرض الكبرى· سبق لسيرتا فيلم، أن قدمت للجمهور الجزائري العرض الأول لفيلم ''حرافة'' لمرزاق علواش، وكان ذلك نجاحا كبيرا بالنسبة للموزع كما للمخرج، اللذين تمكنا من تقديم العمل في قاعة سيراميسترا، في أكتوبر ,2009 فشكل ساعتها حدثا فنيا بالنسبة للقاعة التي أعيد فتحها بعد سنوات من الترميم وإعادة التهيئة، من قبل بلدية سيدي امحمد· سألت ''الجزائر نيوز'' زرطال، عقب عرض ''نورمال'' بالدوحة، حول إمكانية إدخال الفيلم إلى الجزائر، في أقرب فرصة، فرد قائلا: ''كنت أتمنى أن أعود للجزائر محملا بالفيلم وعرضه بسيراميسترا أو غيرها من القاعات الأخرى بالعاصمة، لكن الواقع القانوني في البلد يلزمني كموزع الرضوخ لشروط وزارة الثقافة التي تجبرني على تقديم العمل في قرص ''دي·في·دي''، حتى أستفيد من إذن استغلال، وهو شيء غير ممكن تحقيقه، لأن المنتج لا يوزع عمله في السوق إلا بعد ستة أشهر من العروض المتواصلة عبر قاعات السينما، وهذا منطقي، لتسجيل مردود وترويج يكفل تعويض ما صرف على المنتوج''· ناهيك عن المصاريف الجمركية التي تكلف الموزع الجزائري مبالغ لا يقدر على تحمّلها، خاصة عندما يطول حجز الفيلم لدى مصالحها· من جهة أخرى، استبعد زرطال، أن ينجح في إدخال ''الذهب الأسود'' إلى الجزائر، بطولة طاهر رحيم وانطونيو بنديراس: ''الفيلم ضخم في شكله ومضمونه، وأكيد صداه بلغ المشاهد الجزائري الآن، الذي يبقى متصلا بكل جديد في عالم السينما، عبر شبكة الأنترنت أو من خلال القنوات الفضائية الكثيرة··· لكن استبعد أن أتمكن من عرضه في الجزائر، رغم أنني أملك تسريحا حصريا من شركة ورنر بروس''· للتذكير، آخر ما تمكن مدير ''سيرتا فيلم'' من عرضه هو العرض العالمي ل ''هاري بوتر وأشباح الموت'' في الوقت نفسه مع أكبر قاعات العرض بباريس وأمريكا· أفلام كثيرة أعلن عن صدورها في الأشهر الماضية: ''ذو ليدي''، ''ذا هلب''، ''دارك غولد''، ''عمر قتلني''، ''درايف''، ''مغامرات تن تن''، ''ذي آرتيست''··· وغيرها من الأعمال التي يتم الإعلان عنها دوريا وبانتظام، دون أن يتمكن المواطن الجزائري من متابعتها في صورتها الحقيقية والممتعة عبر الشاشة الكبيرة، التي لا يضاهي سحرها، سحر شاشة التلفزيون أو جهاز الكمبيوتر· في مقابل هذا الجمود، تتكفل السوق السوداء، بالترويج لهذه الأعمال، في وقت تشتكي فيه قاعات السينما الجزائرية، على قلتها، من نقص التوافد عليها، واقتصار جمهورها على فئة المراهقين الباحثين عن منافذ لتأثيث يومياتهم، وملء أوقات الفراغ، وهو ما سبق لزرطال أن أشار إليه في أكثر من تصريح صحفي، حيث قال: ''ما الفائدة من إعادة فتح القاعات، إذا لم تستغل سينمائيا''، علما أن طريقة استغلال هذه الفضاءات مازالت دون فائدة تجارية·