أدانت، أمس، محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس، الإرهابية التائبة (غ· ر) المكناة أسماء زوجة الأمير السابق للمنطقة الثانية بالجماعة السلفية للدعوة والقتال سعداوي عبد الحميد الملقب بيحيى أبو الهيثم، وابنة الأمير السابق لسرية برج منايل (غ· خالد) المكنى الشيخ خالد، ب 3 سنوات حبسا موقوفة التنفيذ عن جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة تعمل على زرع الرعب في أوساط السكان· وقائع القضية التي تورطت فيها المتهمة البالغة من العمر 30 سنة وأم لثلاثة أولاد المنحدرة من عين الحمراء ببرج منايل تعود إلى 5 مارس 2011 تاريخ تسليم المتهمة (غ· ر) نفسها لمصالح أمن بومرداس· وقد نفت المتهمة، أثناء مثولها أمام محكمة الجنايات انخراطها في صفوف الجماعة الإرهابية المسلحة، خلال الفترة الممتدة من 1997 إلى تاريخ تسليم نفسها، مؤكدة أنها تزوجت عرفيا من أمير المنطقة الثانية للجماعة السلفية للدعوة والقتال سعداوي عبد الحميد، بناء على طلب والدها أمير سرية برج منايل المكنى الشيخ خالد، مضيفة أنها تزوجت سريا بالغابة، وسنها لا يتجاوز آنذاك 16 سنة، مضيفة لهيئة المحكمة أن والدها اشترط على الإرهابي أبو الهيثم أن يستأجر لها شقة، ومكثت ببيتها العائلي بعد زواجها قرابة السنة، حيث كانت حاملا، لتنتقل بطلب من زوجها إلى منطقة الأبيار بالعاصمة، أين استأجر شقة وكان يزورها من حين لآخر حاملا معه مسدسا آليا، مشيرة إلى أن مكوثه بالبيت لا يتعدى ثلاثة أيام كل ثلاثة أو أربعة أشهر· وقالت المتهمة إن زوجها كلف شخصا يدعى محمد بتلبية مختلف حاجياتها وأنها نقلت إلى مستشفى بني مسوس لوضع ابنها البكر بواسطة دفتر عائلي مزور باسم شقيقتها الكبرى المتزوجة هي الأخرى من إرهابي، ولم يكتشف أحد أمرها· وقالت المتهمة إنه في سنة 2001 انتقلت للعيش بمنطقة عين وسارة بولاية الجلفة، أين استأجر لها شقة، وكلف المكنى ''الشيخ بوعلام'' بقضاء حاجياتها ومتطلباتها المنزلية، مؤكدة أن زوجها كان يزورها كل ثلاثة أشهر أو شهر ليمكث معها ما بين 10 أيام إلى 15 يوما، مشيرة إلى أنها لم تخرج يوما من بيتها أو تتصل بعائلتها لتفقد أحوالها، وأن أخبارهم تردها من زوجها عن طريق والدها· وأضافت أنه في سنة 2007 اتصل بها طبيب المنطقة الثانية للجماعة السلفية للدعوة والقتال ''بلعيد أحمد'' المكنى عمي سليمان الذي يثق فيه كثيرا زوجها، ليعلمها أن زوجها قضي عليه، ومن ثمة بدأت مشاكل عدة تواجهها، خاصة ما تعلق بالإنفاق عليها، لتقرر الانتقال إلى ولاية بجاية بناء على طلب المكنى عمي سليمان الذي كان يتصل بها هاتفيا للاطمئنان عليها وعلى أبنائها، مضيفة أن الإرهابي (د· ر) شقيق الإرهابي (د· فضيل) قدمها لزوجته على أنها ابنة خالته، وأنها تعاني من مشاكل مع زوجها وأن بقاءها في منزلهم لا يتعدى عشرة أيام، إلا أن زوجة الإرهابي رشيد لم تستسغ ذلك ونشبت مشاكل بينهما، ليتصل بعد ذلك إرهابي آخر بها قدم نفسه على أنه أبو العباس ليخبرها أن المكنى عمي سليمان قضي عليه، لتقرر العودة إلى عين وسارة، وقامت برمي هاتفها النقال بالمرحاض في بجاية· وأضافت المتهمة أنه في السنوات الأخيرة أحضر لها زوجها مذياعا، تمكنت به من تثقيف نفسها ومعرفة الحقيقة التي ساعدتها على تسليم نفسها لمصالح الأمن· وقالت المتهمة إن المكنى بوعلام أحضرها إلى غاية ولاية البويرة ومنها استقلت سيارة أجرة إلى غاية عين الحمراء ببرج منايل رفقة أبنائها الثلاثة، في 3 مارس 2011, وتسلم نفسها لمصالح أمن ولاية بومرداس في 5 مارس من نفس السنة· وقد نفت المتهمة طيلة استجوابها انخراطها في صفوف الجماعة الإرهابية أو علمها بالأعمال التي كان يقوم بها زوجها الإرهابي، ومن جهتها التمست النيابة العامة في مرافعتها تسليط عقوبة 20 سنة على المتهمة التي اعترفت في محاضر سماعها بانخراطها في صفوف الجماعة الإرهابية التي أعطت تفاصيل دقيقة عن هيكلها، حسب ممثلة الحق العام التي أضافت في مرافعتها أن المتهمة اعترفت في محاضر سماعها بعلمها بالأعمال الإرهابية لزوجها الذي طلب منها حفظ الأسرار· للإشارة، فإن المتهمة كانت محل بحث من قبل مصالح الأمن منذ 1997 وأدانتها محكمة الجنايات لمجلس قضاء بومرداس السنة الفارطة ب 20 سنة سجنا نافذا غيابيا عن جناية الانخراط في جماعة إرهابية مسلحة·