يحيل عنوان مقال الروائي السعيد بوطاجين ''حدث أبو هريرة قال·· العنوان المقاصد''، إلى واقعة طريفة، حدثت في الجزائر بداية ثمانينيات القرن الماضي، عندما صدرت رواية الراحل محمود المسعدي الشهيرة ''حدث أبو هريرة قال··'' في صيغة نشر مشتركة بين الشركة الوطنية للنشر والتوزيع الجزائرية ودار الجنوب التونسية صاحبة سلسلة ''عيون المعاصرة'' التي صدرت ضمنها هذه الرواية، وكانت من أكثر الكتب طلبا، ليس بسبب شهرة صاحبها وإنما بسبب لُبس وقع فيه الناس والكثير منهم اعتقد أنه بصدد شراء كتاب في الحديث النبوي وعلومه، لكن الكثير من المحافظين أصيب بصدمة نفسية عندما اطلع على المحتوى الذي كان يحتوي على لوحات فنية مبالغ في تحررها· ولم يخل نص المسعدي من المفاجأة التي جعلت الكثير من المحافظين يكتشفون أبا هريرة آخر، غير الذي عرفوه أو قرأوا عنه سابقا، أبو هريرة لا يشبه الآخر إلا في الاسم، مع أنه عاش مثله في ''مكة''، لكن ''الحداثة'' صدمته في ''حديث البعث الأول'' عندما رأى امرأة ورجل في زي آدم وحواء يرقصان ومن ساعتها دخل في مغامرة وجودية انتهت عند بلوغه الأربعين وتحوّل إلى شخص صوفي هلك بطريقة مأساوية· لقد تمكن محمود المسعدي من مزاوجة اللغة التراثية المعتقة بأحدث صيحات الفكر العالمي، وهو الذي كتب المخطوطة الأولى سنة 1939 ولم ينشرها في كتاب إلا سنة .1973 وتمكن بعبقرية لافتة من إعادة اختراع الفضاء، وهو يسرد الواقع المأساوي لتلك الشخصية في شكل أحاديث متفاوتة الطول، على طريقة الأحاديث النبوية الشريفة· هي دعوة لإعادة قراءة تراث المسعدي الذي غادر عالمنا سنة ,2005 وتحية له في مئوية ميلاده الأولى، وهو الذي ولد سنة .1911