وصفت الأمينة العامة لحزب العمال، لويزة حنون، ما يحدث اليوم في عدد من دول العالم العربي، بما يشبه الانقلابات على رؤساء الدول الذين يقاومون الإملاءات الخارجية عليهم، تقودها القوى العظمى بتحمس من دول مثل تركيا وقطر، الدولتين اللتين تسارعان إلى دعم هذا التدخل· أمريكا تريد أنظمة حكم إسلامية وفق النموذج التركي وأكدت لويزة حنون، في كلمة لدى افتتاح الندوة الدولية ''ضد حروب الاحتلال والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول ودفاعا عن حرمة وسيادة الأمم''، أن التدخل الأجنبي يتجلى من خلال إنكار الإدارة الأمريكية للسيادات الشعبية وتاريخ البلدان، عندما تقرر أنه يجب على شعوب منطقتي المغرب والمشرق العربي أن تستلهم من النموذج التركي، كأننا أمام عملية سحرية يستقر هذا الاتجاه السياسي في عدة بلدان في المنطقة بمباركة حكوماتي الولاياتالمتحدة وفرنسا وبعض الدول مثل تركيا وقطر· وأكدت حنون أن أمريكا هي التي ساعدت طالبان في أفغانستان ماليا وعسكريا إلى أن تمكنوا من الوصول إلى الحكم، ثم تراجعت عن ذلك لتعلن الحرب ضدها، متسائلة ''أليس هذا مقدمة لأفغنة المغرب والمشرق''؟ في السياق ذاته، كان موقف الأمين العام للمركزية النقابية عبد المجيد سيدي السعيد، الذي أثنى على تدخل لويزة حنون، مؤكدا بدوره أن ''ما يحدث هو انقلابات فعلا''، على غرار الدعم الذي قدمته وكالة الاستخبارات الأمريكية للانقلابيين في الهندوراس للإطاحة بالرئيس مانويل زيلايا بعد أن باتت سياسته تهدد المصالح الغربية· التدخل الأجنبي طال أيضا الدول الأوروبية وأجمع عدد من ممثلي الدول الأوربية المشاركين في الندوة والمناهضين للتدخل الأجنبي في العالم كفرنسا وإيطاليا واليونان وإسبانيا، على أن ''التدخل الأجنبي والإمبريالية لم يقتصرا فقط على دول العالم العربي ومحاولات ذلك في شمال إفريقيا''، مستشهدين في ذلك بما حدث في اليونان، حيث تدخلت مجموعة العشرين لإلغاء القرار الصادر عن الوزير الأول اليوناني الأسبق بابندريو لإجراء استفتاء شعبي حول خطة التقشف الفتاكة· وأكد المنسق الإيطالي في الندوة أن دولا تعتبر هي الأخرى امتدادا للإمبريالية العالمية وضعت بدورها تحت وصاية قوى عظمى مباشرة على غرار اليونان وإيطاليا والبرتغال وإسبانيا وإيرلاندا، حيث أصبحت الترويكا ممثلة في صندوق النقد الدولي والبنك المركزي الأوروبي والإتحاد الأوروبي تملي كل السياسات التقشفية التي تعد بمثابة تصحيح هيكلية حقيقية، كما تعين من سيتولى تنفيذ هذه السياسات التقشفية· الناتو ارتكب جرائم حرب في ليبيا ومصير مجهول لطرابلس الغرب وصف المشاركون في الندوة الدولية ''ضد حروب الاحتلال والتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية للدول ودفاعا عن حرمة وسيادة الأمم'' ما يحدث في ليبيا ومازال يحدث بالجرائم الإنسانية التي اقترفها الناتو ضد الشعب الليبي الذي يريد ممثلوه الظفر بتقسيم ''الطرطة'' الكبيرة التي يقدر ثمنها ب 470 مليارا، هي في الأساس مواد خام كالبترول والغاز تنوي هذه الدول تقاسمها، بمعنى أن الشعب الليبي هو من سيسدد فاتورة تدمير البنى التحتية لليبيا· واستشهد الإعلامي ماجد نعمة بما يحدث حاليا، حيث تشير الأرقام إلى تسليح نحو مليون شخص في ليبيا، مشيرا إلى أن نحو مليون قطعة سلاح منتشرة حاليا هناك، إضافة إلى اختفاء نحو 100 ألف مسدس رشاش من نوع كلاشنيكوف واختفاء 15 ألف صاروخ أرض-جو، وهو ما يهدد استقرار المنطقة، خاصة البلدان المجاورة لها في الساحل التي تعيش المجاعة والفقر، وهو ما يغذي التطرف والتجارة بالممنوعات والانضواء ضمن جماعات إرهابية· الجزائر مستهدفة أيضا في سيادتها أكدت زعيمة حزب العمال والأمين العام للمركزية النقابية المشرفان على الندوة، أن الجزائر التي تتقاسم 950 كلم من الحدود مع ليبيا أصبحت مستهدفة بدورها، ويضاف إلى هذه الإسقاطات الأمنية المترتبة عن التدخل العسكري في ليبيا، الابتزاز الخارجي الذي تمارسه حكومات القوى العظمى على الجزائر· هذه الحكومات -حسب لويزة حنون- ''تعيب على الجزائر التي استنزفتها في الماضي مديونياتها الخارجية ومخطط التصحيحي الهيكلي الذي دمر مقراتها الاقتصادية، انتهاج سياسة اقتصادية واجتماعية معاكسة لسياسات التقشف القاتلة المطبقة -حاليا- في أوروبا والولاياتالمتحدةالأمريكية لخدمة مصالح البنوك والمؤسسات الخاصة''· تجدر الإشارة إلى أن الندوة التي تستمر ثلاثة أيام عرفت حضور 235 مشاركا من بينهم 105 أجانب من 42 دولة، منهم مسؤولون سياسيون ونقابيون وجامعيون ومحامون من بلدان المغرب الكبير والساحل، خاصة دول إفريقيا الواقعة جنوب الصحراء وبلدان شاركت حكوماتها في الهجوم العسكري على ليبيا، خاصة من أوروبا والولاياتالمتحدة وضحايا التدخلات العسكرية الأجنبية·