أقر المجلس الوطني التأسيسي التونسي في ساعة مبكرة من يوم أمس دستوراً مؤقتاً يفتح المجال أمام إقامة سلطة تنفيذية شرعية في البلاد، وإطلاق عمل المؤسسات، بعد مرور شهر ونصف على انتخابات 23 أكتوبر· كما بدأ المجلس قبول طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية والتي ستجري انتخاباتها اليوم الإثنين حسب تقرير لوكالة فرانس برس· وناقش أعضاء المجلس الوطني التأسيسي مشروع القانون التأسيسي للتنظيم الموقت للسلطات، المكون من 26 فصلا، قبل التصويت على النص بمجمله عقب خمسة أيام من المناقشات الماراطونية التي اتسمت بالحدة في بعض الأحيان· وتم إقرار النص بمجمله بغالبية 114 صوتا مؤيدا، مقابل 37 صوتا معارضا، وامتناع 39 عضوا في المجلس· ووصف رئيس المجلس مصطفى بن جعفر إقرار الدستور المؤقت بأنه لحظة تاريخية وانطلاق لتونسالجديدة، في وقت أنشد أعضاء المجلس التأسيسي النشيد الوطني، وقام أعضاء الغالبية بتبادل التهاني· وأعرب بن جعفر عن فخره بقيادة المجلس الانتقالي الذي يجمع، بحسب قوله، خيرة أبناء تونس بفضل ثورة الشعب· ويحدد الدستور شروط وإجراءات ممارسة صلاحيات السلطات التنفيذية والتشريعية والقضائية، إلى حين إجراء الانتخابات العامة المتوقعة مبدئيا خلال عام، وإقرار دستور جديد نهائي لتونس في مرحلة ما بعد سقوط زين العابدين بن علي· وأعلن بن جعفر بدء قبول طلبات الترشح لرئاسة الجمهورية، مشيرا إلى أن انتخاب الرئيس سيحصل بعد ظهر اليوم الإثنين· ويحدد القانون شروط الترشح للرئاسة، التي من المتوقع أن تؤول إلى منصف المرزوقي رئيس حزب المؤتمر من أجل الجمهورية (29 نائبا)، وسيقوم رئيس الجمهورية بعد انتخابه بتعيين حمادي الجبالي، الرجل الثاني في حزب النهضة الإسلامي (98 نائبا)، رئيسا للحكومة· وهذا السيناريو موضع اتفاق ائتلاف يضم حزب النهضة وحزبين يساريين هما المؤتمر من أجل الجمهورية، وحزب التكتل (20 نائبا) الذي يقوده مصطفى بن جعفر·