مرة أخرى وضع سكان قسنطينة والي الولاية في فم المدفع، وبالرغم من أن لا دخل له في أشغال التهيئة التي تشهدها مختلف الأحياء إلا أن تواجده على رأس الجهاز التنفيذي جعل المحتجين يحملونه المسؤولية لأنه هو الذي يختار رجاله ولو أحسن ذلك لما تأخر حسب سكان حي الدقسي مشروع تهيئة الحي الذي انطلق في نهاية سنة 2010·· وبالرغم من مرور سنة على ذلك إلا أن الأشغال لا تزال جارية به ولم ينجر منه سوى ما تسبب في تنغيص حياة السكان اليومية وتعطيل حركة السير على غرار حفر الطرق والأرصفة دون تزفيت ولا تبليط، الشيء الذي حول الحي الذي يعد نقطة عبور هامة حيث توجد به عدة مرافق عمومية تستقطب السكان من مختلف الجهات إلى منطقة كتلك التي نقف عليها في القرى والمداشر المعزولة، فأثناء تساقط المطر جميع المحولات والطرق تتحول إلى برك من المياه والأوحال، أما في غير هذه الحالة فالغبار أول وآخر ما يملأ المكان·· السكان وعلى لسان ممثل عنهم في حديثه للجريدة قال أن مشروع تهيئة الحي الذي طالبوا به منذ التسعينات وانتظروه لسنوات أصبحوا يتمنون لو أنه لم يبرمج لأن أمده طال وضره في الوقت الحالي أكثر من نفعه، فالساكنة أصبحت تجد صعوبة كبيرة في دخول الحي والخروج منه خاصة أصحاب السيارات في ظل التدهور الكبير الذي أصبحت عليه الطرق بعد حفرها ونزع الزفت القديم من عليها دون القيام بعملية التزفيت التي مست بعض المحاور قبل حوالي ثلاثة أشهر قبل أن تتوقف لأسباب قال ذات المتحدث أن جميع من اتصلوا بهم حصروها في التسربات المائية وتأخر مؤسسة سياكو في تصليحها، مضيفا في ذات السياق أنه حتى أشغال تبليط الأرصفة متوقفة بالرغم من أن لا علاقة لها لا من قريب ولا من بعيد بالتسربات المائية· والشيء الذي يمكن أن يقف عليه الزائر للحي هو العدد الهائل للورشات، ففي كل نقطة تم فتح واحدة دون إتمام الأشغال بها قبل الانتقال للأخرى، فعلى امتداد حوالي 3 كلم من الأرصفة جميعها تتطلب عملية تبليط نهائية لسد الفراغات وغيرها من الأشغال التكميلية، يضاف لذلك العدد المحدود للعمال الذين لا يتجاوزون في مجملهم ال 30 عاملا في جميع التخصصات وعلى جميع الأصعدة يتوزعون على ورشات أقل واحدة فيها تتطلب بين5 و 10 عمال· أما النقطة الأخرى التي يشتكي منها السكان فتتمثل في الإنارة العمومية حيث أن المقاولة التي كلفت باستبدال الأعمدة الكهربائية لم تصل جميعها بالتيار الشيء الذي جعل معظم مناطق الحي تغرق في الظلام بعد أن كانت في السابق تنعم بالضوء الضعيف لمصابيح الأعمدة القديمة، يحدث هذا في غياب تام للرقابة وسكوت الجهات المختصة عما هو حاصل من تجاوزات يدفع ثمنها المواطن البسيط الذي تحول حلمه في العيش وسط حي مهيأ إلى جحيم أفسد عليه حياته اليومية·