دعا، مساء أول أمس، المشاركون في الملتقى المغاربي الأول للشعر الشعبي النسوي، إلى ترسيم الملتقى وتوسيعه ليشمل مختلف دول المغرب العربي لخدمة الأدب الشعبي، خاصة ما تعلق بالشعر النسوي· أكدت الشاعرات المشاركات في الملتقى الذي نظمته دار الثقافة رشيد ميموني، وحمل شعار االثورة وإبداعات المرأةب، على أن المرأة تمتلك مخزونا شعريا هائلا في أعماقها، وتترجم ذلك عن طريق ترديدها لأبيات شعرية خلال أدائها لمختلف الأعمال المنزلية، مضيفات إن المناطق الداخلية والريفية هي أكثر المناطق التي تتعلق فيها المرأة بالشعر نتيجة الظروف الطبيعية التي تعيشها وتنمي فيها هذه الموهبة، مثلما هو الحال للمرأة التي تعمل في الحقول وهي تردد أبيات شعرية تتحدث عن واقع الحياة· وقالت المشاركات في الملتقى، إن العديد من النسوة يمتلكن دواوين شعرية، إلا أنها لم تنشر بحكم العادات التي تحكم مجتمعها، فيما تمكنت فئة قليلة من نشر أشعارهن تحت أسماء مستعارة· ودعت في السياق ذاته، المشاركون في الملتقى إلى تشجيع المرأة على كتابة أشعارها ومنح فرصة بروزها كشاعرة يُعترف بها، مؤكدات أن المرأة لعبت دورا هاما إبان الثورات التي عرفتها دول المغرب العربي من خلال ترديدها لأشعار حماسية تمجد الثورة، وأعطت دعما معنويا للثوار، وأضاف محدثونا إن العديد من الأحداث التاريخية تم تدويلها بواسطة هذه الأشعار التي تحفظها المرأة عن ظهر قلب، حيث تصف حادثة تاريخية أو معركة ما بطريقة فنية تمزج فيها الوقائع التاريخية بلمسة فنية تجعلها سهلة الحفظ والرسوخ في الذاكرة، مشيرين إلى أن العديد منهن يحفظ التاريخ بهذه الطريقة· كما دعا المشاركون إلى توسيع الملتقى إلى دول مغاربية أخرى، التي تعتبر فرصة للاحتكاك بين شعراء المغرب العربي وبروز التنوع الثقافي واللهجات في هذه الدول، حيث أن كل دولة تملك ميزات خاصة بها تظهر صبغتها في شاعراتها مثلما هو الحال في الجزائر التي تزخر بعدة لهجات محلية ذات مغزى واحد· وأضاف المشاركون، إن توسيع وترسيخ الملتقى من شأنه تشجيع المرأة على مواصلة عملها الأدبي وتوسيعها ليشمل قصائد وأمثال شعبية··· وغيرها من المواضيع ذات الصلة بالأدب الشعبي الذي أصبح يدرس كتخصص قائم في الجامعات· للإشارة، فقد شارك في الملتقى العديد من الشاعرات من مختلف ولايات الوطن، وكذا من تونس· ويهدف الملتقى -حسب منظميه- إلى اطلاع الجيل الجديد على الإبداع الثوري أثناء الثورة، ترقية التراث اللامادي وحمايته، وكذا ترسيخ فكرة الهوية الوطنية عبر النصوص الشعرية النسوية الجزائرية والمغربية·