أكدت خليدة تومي أن المرأة الجزائرية استطاعت أن تسجل حضورها على الساحة الثقافية، من خلال مواصلة مسيرة الإبداع الذي لم يكن وليد اليوم بل هو استمرار لعطاء المرأة منذ القديم والذي تجلى بشكل واضح في الثورة التحريرية، في تعبيرها عن معاناة الجزائريين وخاصة المرأة من ظلم الاستعمار• وأضافت الوزيرة في الكلمة التي ألقاها محمد سيدي موسى الذي حضر اللقاء نيابة عنها لافتتاح الأيام الوطنية للشعر الشعبي النسوي الذي تنظمه الرابطة الوطنية للشعر الشعبي بمشاركة اتحاد الكتاب الجزائريين، إن المرأة أثبتت قدرتها على تحقيق وجودها الشرعي في الإبداع الشعري إلى جانب الرجل رغم أنه فرض عليها مجال ضيق لا يعكس إمكانياتها وإبداعها وذلك في ظل الظروف المحيطة بها والتي جعلتها ترتبط بمحيطها الاجتماعي الذي تطغى عليه السلطة الذكورية• كما دعت تومي إلى ضرورة التخلي عن النقاشات العقيمة والبحث عن التسميات التي تحد من إبداع المرأة بربط مشاركتها في العمل الإبداعي بتسميات محددة مثل تسمية الأدب النسوي، وإعطاء المرأة الفرصة للإبداع في الحقل الثقافي إلى جانب الرجل لتمكينها من فك القيود التي فرضت عليها والتحرر من التبعية التي فرضت عليها• وفي الأخير نوهت الوزيرة بمبادرة المنظمين في فتح المجال للمشاركة المغربية في إطار التبادل الثقافي الذي يعكس القواسم المشتركة بين الشعبين الجزائري والمغربي إضافة إلى المساهمة في إثراء هذه التجربة• في مداخلته قال رئيس الرابطة الوطنية للشعر الشعبي إن الموروث الثقافي في الأدب الشعبي خاصة في المجال النسوي لم ينل حظه في البحث والدراسة، وهو ما يعكس قلة الاهتمام بهذا الجانب الذي استطاعت المرأة أن تثبت فيه وجودها• مضيفا أن هذه التظاهرة التي تضم خمسا وعشرين شاعرة من مختلف ولايات الوطن، قد عرفت هذه السنة مشاركة مغربية بحضور الشاعرة نهاد بن عزيزة كضيفة شرف في الملتقى• فيما أشار نائب رئيس اتحاد الكتاب الجزائريين إلى ضرورة التأسيس لثقافة جزائرية موحدة تضم مختلف الأشكال الثقافية وبمختلف اللغات على اعتبار أن الفعل الثقافي هو ملك لكل الجزائريين وليس حكرا على جهة معينة• أما رئيسة جمعية "المرأة في اتصال" نفيسة لحرش فقد دعت إلى ضرورة إعادة الاعتبار لمكانة المرأة في المجتمع التي أثبتت حضورها ومشاركتها في كل المناسبات الوطنية خاصة في فترة الثورة التحريرية من خلال الشعر الشعبي الذي نقلت من خلاله معاناة شعب بأكمله، معتبرة في الوقت نفسه أن مثل هذه التظاهرات فرصة لتشجيع المرأة على العطاء وإثبات وجودها على الساحة الثقافية في الجزائر• ليفتح المجال بعدها للشاعرات المشاركات اللواتي تناوبن في اليوم الأول من الأيام الوطنية للشعر الشعبي، على منصة التقديم لإلقاء أجمل القصائد التي جادت بها قرائحهن في مجال الشعر الشعبي، عرفت متابعة كبيرة من طرف الحضور الذين استمتعوا بما جاء في الأمسية الشعرية التي امتزجت فيها الكلمات والأغراض الشعرية وتزاوج فيها الشعر الجزائري بالشعر المغربي• كانت البداية مع الشاعرة الجزائرية عائشة مجاهد التي أمتعت الحضور بقصيدتين الأولى بعنوان "شمس النسا" والثانية بعنوان "جميلات"، لتعطى الكلمة بعدها للشاعرة المغربية نهاد بن عزيزة التي عبرت عن سعادتها بالحضور إلى الجزائر والمشاركة في الأيام الوطنية الثانية للشعر الشعبي في فرصة بالتعريف بأهم الأغراض المعروفة في الأدب الشعبي في المغرب، لتلقي على الحضور قصيدة بعنوان "حرفي" ثم "حبك سلاطة" والمقصود بها في اللهجة المغربية "التسلط"• لتتوالى المشاركة الجزائرية مع بقية الشاعرات من بينهن عويشة بومدين من ولاية تيارت والشاعرة دنون مباركة من واد سوف•