وزعت روسيا في تحرك مفاجئ مشروع قرار جديد في مجلس الأمن الدولي يدين العنف في سوريا، ويدعو حكومة دمشق إلى الكف عن قمع المتظاهرين السلميين· يأتي ذلك بينما قررت جامعة الدول العربية تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب بشأن سوريا إلى موعد لم يحدد· وقال السفير الروسي في الأممالمتحدة فيتالي تشوركين، الذي يرأس مجلس الأمن الشهر الجاري، إن المشروع يتضمن بنودا من شأنها مساعدة دمشق على تجاوز أزمتها، بالإضافة إلى ضمان احترام حقوق الإنسان وحمايتها· ويتضمن المشروع إشارة إلى ما وصفه بالاستخدام غير المتكافئ للقوة من جانب السلطات السورية، لكنه لا يتضمن تهديداً بفرض عقوبات، وهو أمر ما زالت روسيا ترفضه· وأكد تشوركين أهمية توجيه رسالة قوية إلى جامعة الدول العربية مفادها التشجيع على مواصلة جهودها والعمل معا مع حكومة سوريا، وعلى تنفيذ خطتها لنشر بعثة المراقبة هناك· وحث المشروع الحكومة السورية على بدء تحقيقات فورية ومستقلة وحيادية في جميع حالات انتهاك حقوق الإنسان التي حصلت، وعلى وضع حد لقمع من يمارسون حقوقهم في حرية التعبير والتجمع السلمي واستكمال التحقيقات من دون تأخير في جميع الأحداث التي قُتل فيها مدنيون وأفراد الأمن· ويتزامن التحرك الروسي بمجلس الأمن مع وصول فاروق الشرع نائب الرئيس السوري إلى موسكو في زيارة يجري خلالها محادثات مع المسؤولين الروس ستتناول آفاق التسوية السلمية للأزمة في سوريا، حسب ما ذكرته وسائل إعلام روسية· وقد رحب مسؤولون غربيون بالتحرك الروسي، لكنهم قالوا إن المشروع غير متوازن ويتطلب، حسب السفير الفرنسي في الأممالمتحدة جيرارد أرود، ''الكثير من التعديلات''، رغم وصفه التحرك الروسي بشأن سوريا بالحدث العظيم· وأعرب دبلوماسيون غربيون عن رغبتهم في تعديل نص المشروع ليتضمن مطالب محددة لدمشق بإنهاء الأزمة وتنفيذ الخطة التي اقترحتها الجامعة العربية، وتتضمن نشر مراقبين دوليين لحماية المدنيين السوريين، في ما يعرف باسم بروتوكول نشر المراقبين· من جهتها، أعلنت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون، استعداد واشنطن للعمل مع موسكو بشأن مشروع القرار الذي قدمه تشوركين حول سوريا· وفي تطور متصل، أدان البرلمان الأوروبي النظام السوري بسبب ما سماه القمع الوحشي الذي يمارسه ضد الشعب، وحث الرئيس بشار الأسد على التخلي فورا عن السلطة، مقررا عقوبات إضافية على دمشق· في غضون ذلك، قررت الجامعة العربية تأجيل اجتماع وزراء خارجيتها المقرر عقده السبت المقبل في القاهرة لبحث الشروط التي وضعتها دمشق بشأن تطبيق المبادرة العربية إلى موعد لم يحدد، لكن اللجنة الوزارية العربية المعنية بحل الأزمة السورية ستعقد اجتماعها في الدوحة السبت· وقال أحمد بن حلي نائب الأمين العام للجامعة، أول أمس الخميس، إنه على إثر المشاورات التي أجراها الأمين العام نبيل العربي، تقرر عقد اجتماع اللجنة الوزارية العربية في الدوحة اليوم السبت· وكانت الجامعة قد أعلنت أن اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا ووزراء الخارجية العرب سيعقدون اجتماعين اليوم السبت بمقر الجامعة العربية في القاهرة لبحث تطورات الأوضاع في سوريا· وفي بغداد، قال رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي، إن بلاده سترسل وفدا إلى سوريا لطرح مبادرة عراقية بهدف فتح حوار بين المعارضة والحكومة السورية· في غضون ذلك، أعلن المجلس الوطني السوري أنه سيبدأ اجتماعات الجمعة في تونس، وذلك في وقت أسس فيه معارضون تجمعا لقوى الثورة في الداخل· وأعلن ممثل المجلس الوطني بتونس عبد الله تركماني، أن المجلس سيجتمع بين يومي 16 و18 ديسمبر الحالي في العاصمة التونسية بحضور رئيس المجلس برهان غليون ومائتين من الأعضاء، إضافة إلى سفراء عرب وناشطين في مجال الدفاع عن حقوق الإنسان·