تتواصل فعاليات مهرجان وهران للفيلم العربي، في يومه الثالث على التوالي، بعروض متنافسة في الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية· وأمام عيون لجان التحكيم الخاصة بكل نوع، بما فيها الطويل التي لم يفهم تغيبها عن فيلم محمد نضيف وحضورها للفيلم الجزائري ''قداش تحبني''، حيث شوهدت لجنة هالة صدقي، تدخل قاعة السعادة تحت حراسة مشددة· أفلام قصيرة تختزل نفسية شباب العرب عرف اليوم الثاني للمهرجان، عرض ثلاثة أفلام قصيرة، ضمن المشاركة الرسمية وهي ''البئر'' لبن حسن محمد المعز من تونس، ''غدا الجزائر'' لأمين سيدي بومدين و''حواس'' للمصري محمد رمضان· وقد تطرقت الأعمال إلى موضوع النفس الإنسانية وحالات التحوّل المفاجئ وما تخلفه في حياة الفرد، حيث تطرق رمضان في ''حواس'' (16 د) إلى قصة سعاد الممرضة الشابة التي تعيش قصة حب من طرف واحد، مع مريضها يوسف، المصاب بحالة غيبوبة، وقد وفق المخرج الشاب، في ترجمة المعضلة الأخلاقية والنفسية والاجتماعية للفتاة سعاد، بصور صريحة كسرت طابو علاقة المريض بطبيبه أو ممرضه· سيدي بومدين أمين، فضّل العودة إلى الجزائر ما قبل ,1988 واستعرض نماذج من الشباب في تلك الفترة الحرجة من تاريخ الجزائر الحديث، وقص بطريقته المجيدة للتقطيع والتركيب الصور، الطرق المتفرقة التي اختارها الأصدقاء الأربعة· بالنسبة لمعز بن حسن، من تونس، النظر إلى ''قاع البئر'' طريقة للخروج من ظلمة الحزن التي تسكن الفرد· ورغم صعوبة الموقف، نقل معز في 14 دقيقة، مشاعر أمٍ فقدت ابنها نتيجة انتحار، وعاش معها ومع بناتها ألم الماضي، وترقب المستقبل · تاجر ونجية لعراف·· فيض من حنان في ''قداش تحبني'' حظي الفيلم الجزائري ''قداش تحبني'' لمخرجته فاطمة الزهراء زعموم، المشاركة في المسابقة الرسمية لفيلم الطويل، بمتابعة ميدانية من قبل أعضاء لجنة تحكيم هذا النوع الإنتاجي، حيث سجل حضور سيارتي هالة صدقي وزملائها، حيث بدا على وجه الممثلة المصرية، التعب والانزعاج، فيما لم يظهر على بن سعيدان بوادر مرضية كما أشيع عنها لتبرير غيابها في فيلم المغربي محمد نضيف· وقد أكدت أطراف مقربة من المنظمين، أن لجنة الفيلم الطويل، قررت متابعة الأفلام من غرفها، ما قد يفسد عليها، إن صدقت الإشاعة، لحظة تجاوب الجمهور مع العمل، وغيرها من العوامل المحددة لتقييم المتنافس· يجد ''عادل'' (وسيم زنادي) نفسه يعيش مع جده ''لوناس'' (عبد القادر تاجر) وجدته ''فاطمة'' (نجية دباحي لعراف)، اللذان يحاولان تعويض الطفل عن الحنان الضائع، ويسعيان طيلة مدة الفيلم إلى ملء فراغ هذا الصبي الذكي، فتسعى الجدة بكل الطرق لجعله سعيدا، وإبعاده عن مشاكل والديه، على أمل أن تتحسن الأوضاع بينهما· ولإغراء الطفل بالبقاء في بيت الأجداد، يقرر لوناس وفاطمة، تحبيبه بالحيوانات، فيدخل عادل في علاقة حميمة مع الطيور الصغيرة، ويطمح إلى أن يصبح يوما طبيبا بيطريا·