تعجب حماري وهو ويقرأ الخبر الذي يقول إن الرئيس التونسي الجديد سوف يقوم ببيع القصور الرئاسية من أجل تمويل برامج التشغيل الخاصة بالشباب·· قلت له·· وما العجب في ذلك أيها الحمار؟ قال ناهقا·· معناه أن الحكام الجدد أصبحوا يفهمون معاناة الشعوب·· قلت·· هذا هو سبب قيام الثورات التي تقول أنت أن فيها كلاما يقال·· قال·· ماذا لو يقوم كل الحكام بهذه الخطوة كيف ستصير الأمور؟ قلت·· وهل تظن أن كل من يحكم يمكنه أن يضحي بقصوره وممتلكاته من أجل أن يحيا الشعب؟ قال·· لا أظن ذلك لأن الحكام همّهم الوحيد هو التفنن في جعل العباد يعيشون حياة الكلاب·· قلت ضاحكا·· أنت تفكيرك متطرف ولا وجود للوسطية فيه·· قال·· مثل الحياة إما تعطيك حتى تصير ملكا أو تمنع عنك حتى تصير كلبا·· قلت·· المهم خطوة الرئيس التونسي في محلها ومن شأنها أن تحل بعض مشاكل الناس وتجعلهم في مصاف الشعوب المحترمة·· قال حماري مستهزئا·· الكرامة ثمنها غالي أن تعيش بكرامة يجب أن تحطم وتتحطم·· قلت مقاطعا·· لماذا لغة العنف أيها الحمار؟ قال·· أنظر العالم من حولك سوف تفهم كيف أن الغرب درس العقلية جيدا وتأكد أن الشعوب استوت على نار هادئة وأصبحت مستعدة للموت مقابل الكرامة·· فأشعلت النار من حولها لتجعل الموت سيد المواقف·· قلت·· دعنا نتقدم بخطوة·· الرجل يريد بيع القصور حتى يؤمن الحياة الكريمة وأنت ترجع بنا للغرب ومشاكله·· قال·· لست أنا من يرجع ولكن الدم المتناثر هنا وهناك في مصر وسوريا واليمن يؤكد أن المخطط ما يزال مستمرا ولن يحل ببيع القصور·· ربما سيضطرون لبيع البلاد بأكملها··