عرض المخرج الأردني الشاب محمد الحشكي، فيلمه الطويل الأول ''مدن الترانزيت''، بقاعة السعادة بوسط وهران· تطرق فيه إلى التحولات الاجتماعية والسياسية والثقافية في المجتمع، من خلال وضع امرأة مغتربة، لم تقو على مسايرة الانغلاق المتجذر في عقلية بلدها· الفيلم هو نتاج برنامج تدريبي لمحمد الحشكي، شارك في إنجازه مجموعة كبيرة من المتطوعين، الذين ساندوا الحشكي في أول تحد فني له· كما يعد الفيلم باكورة الأردن في السينما، بعد أن اقتصر عمل ممثليها على الدراما التلفزيونية، قبل أن تتراجع هي الأخرى أمام المسلسلات السورية· يحكي العمل، طيلة 07 دقيقة، ما حدث ل ''ليلى كامل عبد الحميد'' المغتربة بأمريكا 41 عاما، تعود فجأة إلى الوطن، وتدخل على عائلتها دون حقائب سفر· لكنها لا تخبر أحدا من أهلها، بحقيقة عودتها، ولا بخبر طلاقها· فهي مازالت شابة، في منتصف الثلاثينات، عودتها إلى الأردن، عبارة عن هروب من حياة امتلأت بالفراغ· لكنها لم تكن تدري أن الأردن التي لجأت إليه مرة ثانية، ليس الوطن الذي يتحرك في مخيلتها أو أفكارها· تحول بيتها إلى فضاء صامت، يعيش فيه والدها (محمد قباني)، اليساري المهزوم، بعد أن تخلى عنه أصدقاؤه، وحيدا في بيته بالعاصمة عمان، يتابع الأخبار طوال النهار· إلى جانبه ترعاه زوجته (شفيقة الظل)، وتزورهما ابنتهما الثانية ''سهى'' (منال سحيمات)·بدا جليا أن قصة الفيلم التي كتبها أحمد أمين، حملتها الممثلة الرئيسية صبا مبارك، فكانت السبب في منح العمل مصداقية فنية وتقنية أيضا، نظرا لحسن تعاملها مع الكاميرا· كما كان جليا أن الحشكي في بداياته، انفلتت منه زمام الأمور أثناء السرد السينمائي، فالنص قد يكون موجها لفيلم قصير بدل طويل·