تواصل أمس عرض الأفلام المتنافسة على جائزة الوهر الذهبي في مهرجان وهران للفيلم العربي وذلك بعرض فيلمين طويلين بقاعة السعادة وثلاثة أفلام قصيرة بقاعة المغرب في الوقت الذي يواصل فيه الأخوان كريم وحكيم طرايدية القادمين من هولندا تنشيط ورشات فيلم الدقيقة الواحدة والشريط المطول المخصص للأطفال. ففيما يخص الأفلام الطويلة كانت قاعة سينما السعادة على موعد مع الفيلم الأردني الذي يحمل عنوان ''مدن الترانزيت'' للمخرج محمد الحشكي الذي يتناول قصة الفنانة ليلى كامل عبد الحميد في العقد الثالث من عمرها التي تعود إلى عائلتها بعد 14 عاما هاربة من حياة امتلأت بالفراغ وتكللت بزواج فاشل إلا أنها تكتشف إن كل شيء تغير حولها بما فيها والدها الرجل المثالي الذي هو واحد من أقدم النشطاء السياسيين. ورغم أن الفتاة تحاول جاهدة إعادة بناء العلاقة التي كانت تربطها بوالدها إلا أنها لم تستطع رغم الكثير من المحاولات لأن الوالد استسلم كلية للإحباط واليأس بعدما فقد كل أصدقائه وابنته التي هربت وتركته منذ 14 عاما. الفيلم الذي يستغرق 70 دقيقة من تكاليف وإخراج محمد الحشكي الذي اتخذ قرارا يعتبره صعبا بتركه مهنة المهندس واتجاهه إلى عالم السينما التي استخدمها كأداه لنصرة القضايا الاجتماعية الأمر الذي مكنه من الانضمام إلى الهيئة الملكية الأردنية للأفلام لإقامة مشاريع غاية في الأهمية وإدارة نوادي للأفلام خارج العاصمة عمان. أما الفيلم الثاني الذي تم عرضه للجمهور فهو بعنوان ''المغني'' للمخرج العراقي قاسم حول حيث تدور أحداث الفيلم حول احتفال رجل ديكتاتوري بعيد ميلاده إلا أن المغني الذي كان مبرمجا لإحياء الحفل يصل متأخرا عن موعد انطلاق الحفل بسبب عطب أصاب سيارته الأمر الذي اغضب الديكتاتور كثيرا مما جعله يطلب منه الغناء وإحياء الحفل ووجهه للحائط لأنه لم يستطع النظر إليه وإلا سيقتله وأثناء ذلك يتخلل الحفل العديد من الأحداث التي لا يتسنّى للمغني متابعتها مما يدفع بالديكتاتور إلى مغادرة القصر مع مجموعة من ضيوفه المقربين ليشعر المغني بعدها بنوع من الغرابة فيقرر الالتفات نحو الضيوف لكن مفاجأته كانت كبيرة عندما وجدها فارغة عن آخرها لينطلق في الغناء وحده بالطريقة التي تروقه. الفيلم من إخراج وتأليف قاسم حول الذي يعد واحدا من مؤسسي حركة السينما العربية البديلة اخرج العديد من الأفلام الطويلة والقصيرة والوثائقية ونال عدة جوائز ذهبية وفضية في مهرجانات عالمية وجهوية، كما نشر عن السينما في العديد من المجلات الصادرة في تونس ولبنان وسوريا كما نشر العديد من الروايات والقصص والمسرحيات لتختار القناة التلفزية الفرنسية/الألمانية /ارتي/ المشاركة في إنتاج هذا الفيلم الذي تم الانتهاء منه سنة .2010 أما فيما يخص الأفلام الوثائقية المبرمجة في قاعة سينما المغرب فقد تم عرض فيلمين تم إنتاجهما بمناسبة تظاهرة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية ويتناول الفيلم الأول الذي يحمل عنوان ''حلم النسور'' للمخرج محمد حازورلي عظمة الأمير عبد القادر بعد البيعة والمعارك العسكرية الكثيرة التي قادها ضد المستدمر الفرنسي كما يتم عبر الفيلم عرض بعض المواقع التاريخية التي زارها الأمير عبد القادر مثل المشور ومنطقة ''حبالت'' التي تم به بناء الطاحونة المائية القديمة. أما الفيلم الوثائقي الثاني الذي تم إنتاجه أيضا بنفس المناسبة فهو من إخراج حسيني مصطفى الذي يتحدث فيه عن ''أسطورة لالا مغنية'' التي هي من الزمن الآخر، حيث عاشت وترعرعت في وسط ديني متصوف إلا أنها تعلمت من والدها الذي كان شيخ زاوية كل أصناف الشجاعة والإقدام لكن بعد وفاته لم تتمكن من الحصول على المشيخة بسبب التقاليد فلم تجد بدا من التزوج من ابن عمها الذي بدأت من خلاله التجسيد الفعلي للحكم في الزاوية. "أسطورة لالا مغنية'' عمل فني رائد يؤكد قدرة الشباب في الرقي بالسينما الجزائرية في حال توفر الإمكانيات لأن عودة الروح إلى الفن السابع مرتبط أساسا بإعادة بعث الحركة السينمائية من خلال قرارات جريئة لتمويل الأعمال الفنية الهادفة. أما عن الفيلم القصير فقد تم يوم أمس عرض فيلمين اثنين الأول من اخرج المصري هيثم صقر بعنوان ''بيب'' ويتناول كيفية تمضية الأيام العادية لرجل عادي في حياة عصرية تدور حول العمل والتسوق وهي مبددة على عدد من الأجهزة الالكترونية التي بدل أن توفر السعادة والرفاهية تجدها تختزل الحياة في مجموعة من الرنات تصل بصاحبها إلى حالة الجنون. أما الفيلم الثاني فهو بعنوان ''دار العجزة'' من 30 دقيقة للمخرج الجزائري مزاحم يحيى الذي يتناول في قالب خيالي مدن الجزائر سنة 2030 أين تصبح الجزائر فارغة تماما من أبنائها ليبقى العجزة فقط. المخرج الجزائري يحيى مزاحم معروف في الوسط السينمائي بأعماله الفنية الرائعة مثل ''ساعد القط'' و''زنقة سطوري''-.