تشهد مدينة وهران وصول عدد من الأسماء العربية المعروفة، على غرار المخرج المصري خالد يوسف مرفقا بالسورية جمانة مراد· كما تواصل قدوم مشاركين من تونس والمغرب والأردن، فيما غاب الوفد السوري· يعيش المهرجان على إيقاع موحد، فالتنافس على ألقاب ''الوهر'' في فئة الأفلام الطويلة والقصيرة، ما زال متواصلا، داخل القاعات المظلمة، وبحضور جمهور وفي، إلا أن المناسبة لم تغير من يوميات وهران المضغوطة، ولم تغير من نبضها شيئا· تسجل قاعات العروض، سواء السينماتيك أو ''السعادة'' أو ''المغرب'' حضورا ملفتا ووفيا لجمهور وهران، حيث لم يحرم أصحاب الأفلام العربية المشاركة في الدورة الخامسة للمهرجان، من تصفيقات وتعليقات الحضور، من مختلف الأعمار، حتى أن التنظيم عجز عن منع شباب وأطفال الحي الشعبي الكائن بشارع هوشي مينه، من دخول قاعة ''السعادة''، والجلوس أمام الشاشة الكبيرة· ''كليك'' الجوهري يفسح المجال ل ''جن'' شويخ احتضنت سينماتيك وهران، صبيحة الأحد الماضي، اليوم الثالث من منافسة القصير، حيث كان الدور على ياسمين شويخ بعملها ''جن''، والمغربي عبد الإله الجوهري ب ''كليك دكليك'' (12د)، والسعودي عبد العزيز النجيم ب ''وينك''· غياب عبد العزيز نجيم، حال دون مناقشة عمله ''وينك''، الذي يحكي عن عزلة ووحدة أحد الشباب، وقراره الابتعاد عن أصدقائه· اعتمد نجيم على طريقة الأبيض والأسود، في سرد حكاية الصديق الثرثار على الهاتف، وبدل الصور الحية، فضل الصور الفوتوغرافية باللونين الباهتين، ليحكي سخافة الثرثار· في الوقت ذاته، لم يتحرك البطل من غرفته، ظل صامتا غارقا في التفكير قاطعا حبل التواصل مع الخارج· تطرقت ياسمين شويخ في هذا الفيلم وبطريقة فنية إلى موضوع الجن الذي تناولته الأديان والأساطير القديمة حيث تتحدى عنبر بطلة الفيلم الجن الذي يريد أن يسكنها من خلال انصياعها إلى عادات وتقاليد مجتمعها بفضل إرادتها القوية في أن تكون امرأة حرة· وقد شارك في بطولة الفيلم كل من خديجة مقاوم، محمد ندور، فاطمة الزهراء مغفور، خيرة مسادي· فيلم شويخ، كان عبارة عن لوحة ثرية بالألوان الطبيعية عن واحات بشار، وقصور تاغيت الرائعة، ما أعطى لعملها لمسة فنية، على مستوى الصورة والإضاءة الطبيعية· قيل عن انتقال الجوهري من النقد إلى الإخراج،أنه كان ناجحا، إذ يعد فيلمه ''كليك دكليك''، المعروض بوهران، بطاقة تعريف لأفكار عبد الإله وقناعته الشخصية، فيما يخص التدين ومظاهره في المجتمع المغربي، حيث ينتقد عبد الإله، المتدينين المغاربة من خلال موقف ساخر، يتعرض إله رجل ملتح يريد استخراج جواز سفر، لكنه يضطر إلى أخذ صورة له، في وقت يعتقد أن التصوير حرام· يدخل البطل إلى غرفة تصوير أوتوماتيكية، ولكنه يحصل في كل مرة على صورة سوداء، أراد بها المخرج وكاتب السيناريو، أن يقول أن القلب الأسود والوجه المكدر لا يمكن أن يخرج صافيا في الصورة· الجوهري في تصويره للشخصية لم يعتمد الحوار كناقل للفكرة، بل زاوية التصوير واللعب على الموقف كانا كفيلين بقول ما يريد·