حضرت المخرجة الشابة ياسمين شويخ؛ سهرة أول أمس، عرض فيلمها القصير ''الجن'' ب''فضاء الجزائر نيوز'' وسط حضور نخبة من الإعلاميين والسينمائيين· وتعالج المخرجة في هذا العمل بطريقة فنية؛ موضوع الجن الذي تناولته الأديان والأساطير القديمة حيث تتحدى بطلة الفيلم ''عنبر'' الجني الذي يريد أن يسكنها من خلال انصياعها إلى عادات وتقاليد مجتمعها وبفضل إرادتها القوية في أن تكون امرأة حرة· ويشارك في تجسيد أدوار الفيلم كل من الممثلين خديجة مقاومومحمد ندور وفاطمة الزهراء مغفور وخيرة مسادي· وتقول المخرجة ياسمين شيوخ إن فكرة فيلم ''الجن'' جاءتها في أول زيارة لها لمدينة ''تاغيت'' حيث أبهرت بها كثيرا، خاصة أنه كان ينظم فيها سنتي 2008 و,2009 تظاهرة سينمائية خاصة بالفيلم القصير؛ ما ساعدها أكثر على الاستقرار بهذه المدينة للتصوير، خصوصا في ظل وجود ''قصر تاغيت'' الأثري الذي صورت به العديد من المشاهد· ويعكس هذا الفيلم ملامح عميقة من المجتمع الصحراوي بعاداته وتقاليده المحافظة مع إبراز الزخم التراثي لهذه المنطقة، ويسلط الضوء على دور المرأة في المجتمع عن طريق أربع شخصيات محورية، حيث تتقمص ''عنبر'' الشخصية الرئيسية التي تعيش صراعا نفسيا بين رغباتها الداخلية المكبوتة كامرأة باحثة عن الحرية، ودورها في المجتمع· وتربط ''عنبر'' علاقة قوية بوالدها، بالإضافة إلى ''الشيخة'' رمز المجتمع التي تسعى عبر مكانتها للحفاظ على الطريق السليم للفتاة بتوجيهها وإصدار الأوامر للحفاظ على السير الحسن لكل أفراد المجتمع وفق العادات والتقاليد المتعارف عليها، بالإضافة إلى ''آمال''، التي تجسد دور الفتاة المهمشة التي لا تخضع لقوانين المجتمع الذي تعيش فيه·من ناحية أخرى، علمت المخرجة شويخ على إبراز أهم العادات والتقاليد التي يتمسك بها أهالي منطقة ''تاغيت'' على غرار العرس البشاري الذي يتم وفق تقاليد خاصة ومتميزة عن باقي مناطق الجزائر كوضع العروس للحناء وارتدائها للعباءة البشارية بالإضافة إلى الحضور الكبير للضيوف وإيقاعات ''القرقابو'' والرقصات التقليدية الشعبية· وكان فيلم ''الجن'' قد شارك في ماي الماضي في فعاليات الطبعة ال 63 لمهرجان ''كان'' ضمن قائمة الأفلام القصيرة التي عرضت على هامش التظاهرة السينمائية، وذلك رفقة فيلمي ''خويا'' ليانيس كوسيم و''الراكب الأخير'' للمخرج مؤنس خمار·