المتتبع لنشاطات الأحزاب السياسية في الجزائر يدرك مدى الأنانية والفراغ الذي تتخبط فيه مادامت لا تتكلم سوى عن نفسها·· هل يعقل أن ينحصر اهتمام أحزاب التحالف في الملاسنات والاتهامات المتبادلة؟ قال حماري ناهقا·· وهل يملكون غير ذلك؟ قلت·· الآفلان يقول إنه لا يخشى المنافسة ولا يعارض وجود حزيبيات أخرى على الساحة لأنه يدرك مدى قوة حزبه وتعلق ''الغاشي'' به· قال ساخرا·· أنا واحد من هؤلاء·· لا يمكن أن تدرك حجم تقديري لهذا الحزب الذي يثق في نفسه أكثر مما يجب·· قلت·· للأسف الفواعل السياسية الحقيقية تعمل على حل أزمات البلاد ومد مقترحات للخروج منها أو إظهار نية التفكير في مصحة الشعب الذي أعطى صوته ولكن لا حياة لمن تنادي·· قال·· أنت تبتعد عن الواقع كثيرا·· حتى يستطيع هؤلاء فعل ما تقول يجب أولا أن يكون وجودهم شرعيا وحقيقيا وليس مجرد وجود صوري·· قلت·· ماذا لو أصدر الرئيس تعليمة بحل كل هذه الأحزاب وإعادة بناء الساحة السياسية من جديد؟ قال وهو يضرب الأرض بحافريه·· ماذا تقول يا رجل هل يمكن أن تتخلص من الأعشاب الضارة بهذه السهولة؟ قلت·· لو كنت رئيسا لفعلتها·· قال ضاحكا·· الحمد لله أنك لا تملك أي منصب مسؤولية وإلا سيكون الفناء·· قلت·· قلتهم أحسن من وجودهم·· قال·· هم موجودون وصراعاتهم سوف تستمر وانشقاقاتهم أيضا ولن يستطيع أحد إزالتهم من الساحة لسبب بسيط أن ''هذا واش كاين''·· قلت·· مأساة حقيقية أن يظهر الوجه السياسي بهذا القبح··