طلّت علينا نفس الوجوه التي تمثل ما اصطلح على تسميته بالأحزاب السياسية من خلال نشرة الثامنة لتندد من جديد بجرائم فرنسا وتطالب بالاعتذار عن جرائمها الوحشية التي ارتكبتها أثناء الاستعمار وربما بعده أيضا·· قال حماري·· أنت تعرف أن التحركات في هذا البلد كلها مناسباتية·· ماذا كنت تتصور أن تفعل هذه الحزيبيات وقد جاءت مناسبة أول نوفمبر؟؟ الأكيد أن الجميع سوف يشحذ أكبر قدر ممكن من ''الغاشي'' ليستعرضوا عضلاتهم السياسية التي ارتخت منذ الانتخابات·· فجميع الأفواه سكتت وكل الأرانب دخلت جحورها ولم يبق في الساحة أحد· قلت له·· يا حماري هاهي قضية الاعتذار تعود وكأن هذه المسألة يجب أن تطرح في القاعات وتحت تصفيقات الجمهور·· وكأن القاعات المغلقة والاجتماعات المهمة لا تشمل موضوع الكرامة في أجندتها·· قاطعني حماري ناهقا·· ماذا تقول؟؟ قاعات مغلقة؟؟ واجتماعات مهمة··؟؟ هذه اللقاءات الخاصة تناقش أمور أخرى لا تهم الشعب·· أما الاعتذار فقد أصبح مشجبا يعلق عليه ''الناهقون'' صرخاتهم في المناسبات الوطنية·· على الأقل حتى يبقى لهم شيء يقولونه أمام بعض المغفلين الذين مازالوا يصدقون كلامهم ويدخلون تجمعاتهم·· قلت له·· أصمت أيها الحمار وقل·· كان لنا وطن··!!