ضحكنا أنا وحماري عندما سمعنا أن عددا من الراقصين في البالي الوطني ''حرفوا'' في كندا، وبمعنى أصح أنهم لم يعودوا مع الوفد الجزائري الذي مثل البلد بمناسبة ثورة نوفمبر·· قال حماري ناهقا·· والله عندهم الحق·· قلت له·· آه ماذا تقول أيها الحمار·· عندهم الحق؟ كيف ذلك؟ قال·· لأن السواد يحيط بهم من كل جانب في هذا البلد فقرروا الهربة·· قلت له·· لكنهم كانوا يمثلون الدولة هناك·· قال ضاحكا·· كل الذين مثلوا الدولة في الخارج ''سودوا وجهها'' وما جاتش على راقصي البالي·· أما إذا كان قلبك يوجعك من هذا التصرف·· فدعهم وشأنهم وإن أردت فعلا البكاء·· فابكي على الأمخاخ والأدمغة التي تهاجر بلا عودة·· أما الراقصين يا سيدي ما أكثرهم·· قلت له·· قبل كل شيء هم جزائريون قبل أن يكونوا راقصين·· قال·· هذا هو مربط الفرس يا صاحبي ثم نهق عاليا وقال·· لا يجب أن نندهش من هذه الأمور يا صاحبي·· لأن ما يجري في هذا البلد يجعلك تبحث عن نفسك فلا تجدها·· هم من يدفعون بهم للهربة والحرفة والفرار·· لذلك يجب أن تصلح الأمور من الداخل قبل أن نلوم ''الغاشي'' علىئما يفعلونه·· قلت له ساخرا·· وين الهربة وين·· وين··