خلّفت تصريحات عبد العزيز بلخادم، الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، المتعلقة بالانتخابات التشريعية القادمة ردود فعل عنيفة من قبل ممثلي ''الأحزاب الإسلامية'' وصلت إلى حد اتهامه بالتحضير لعملية تزوير مسبقة· بلغة الساخر قال جمال بن عبد السلام رئيس ''جبهة الجزائرالجديدة'' الذي لم يحصل بعد على الاعتماد والأمين العام السابق لحركة الإصلاح الوطني ''نقول للسيد عبد العزيز بلخادم أن يفهمنا ويفهم نفسه إن كان سياسيا أو منجما يضرب خط الرمل''، وقال إن ما يطالب به حزبه هو تنظيم انتخابات حرة وديمقراطية، السيادة في الأخير للشعب، وقال إن بلخادم لما يتكلم بهذه اللغة فهو ''ينوي التزوير والأمر هو عملية تسخين لبندير التزوير'' على حد قوله· من جهته، انتقد محمد حديبي النائب البرلماني عن حركة النهضة تلك التصريحات، وقال إنه من المبدئي أن مسؤول حزب الأفلان الذي يمثل السلطة أن يلتزم بواجب التحفظ بحكم المنصب الذي يشغله في السلطة ولا يدلي بمثل هذه التصريحات، وقال إن ما أدلى به بلخادم ''هو رسالة سياسية موجهة للإدارة والأمر بمثابة إعلان رسمي من أجل صناعة رأي عام وتهيئته لعملية تزوير مسبقة''، وقال إن توقعه كقيادي في حزب معارض ألا تتعدى النسبة التي يأخذها الحزب الذي يقوده بلخادم نسبة 15 إلى 20 في المئة، لكن الأمر لا يعدو أن يكون مجرد توقع شخصي يختلف عما يقوله بلخادم الذي ''أعطى الضوء الأخضر للإدارة من أجل البدء في عملية التزوير المسبق وفق النسب التي أعلن عنها''، وحسبه، فإن الكثير من ممثلي الإدارة هم من المناضلين في الأفلان· وبخصوص موقف حركة حمس من تصريحات بلخادم، قال عبد الرزاق مقري نائب رئيس الحركة إن ما قاله الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني خطير وتساءل عن الطريقة التي وصل بها إلى تلك الأرقام الدقيقة وقال إن ''عجلة التاريخ تسير إلى الأمام''، ولا يمكن أن تعود إلى المنطق القديم ودعا إلى التكيف مع المستجدات الجديدة التي أدت إلى تغييرات جوهرية في الخارطة السياسية الإقليمية، وقال إن النظام من خلال تصريحات بلخادم ما زال يحبذ العمل بنظام الكوطة، وهو الأمر الذي يصفه بالخطير· ويشار في الأخير إلى أن عبد العزيز بلخادم قد توقع في ندوة صحفية نشطها، أول أمس، أن تحصل الأحزاب ذات التوجه الإسلامي مجتمعة على نسبة تتراوح بين 35 و40 في المائة من مقاعد البرلمان القادم، واعتبر في المناسبة ذاتها أن التيار الإسلامي في الجزائر ''لا يمكن أن يحقق فوزا ساحقا'' خلال تلك الانتخابات المتوقعة بالنظر لعدة عوامل -حسبه- منها أن الشعب ''قد منح أصواته لهذا التيار في بداية التسعينيات الماضية''، في إشارة منه لما وقع في البلاد مع الانتخابات المحلية والتشريعية الملغاة التي فازت بها في بداية تسعينيات القرن الماضي الجبهة الإسلامية للإنقاذ المحلة التي كانت بداية الأزمة الدموية التي مرت بها البلاد بعدها·