احتفلت وهران، سهرة أول أمس الخميس، بليلتها الأخيرة، للطبعة الخامسة لمهرجان الفيلم العربي، حيث رفعت نتائج لجان التحكيم الثلاثة، معنويات البعض إلى السماء، فيما شعر آخرون بالإحباط· فقد حصد الفيلم اللبناني ''هلا لوين'' لنادين لبكي ''الوهر الذهبي'' وجوائز السيناريو والدور النسائي، بينما خاب العراق وخفت نبض الجزائر كليا، حيث ارتفعت زوبعة إقصاء الممثلة نجية لعراف عاليا، ووضعت مصداقية لجنة الفيلم الطويل في المحك· بدت قاعة ''المرديان'' في أجمل حلتها، ليلة أول أمس الخميس، إذ بدا جليا أن الديوان الوطني للثقافة والإعلام، تدارك أموره، وحضّر جيدا لحفل الاختتام، حيث شغلت الأنوار الفضاء، وزينت المنصة بشكل منظم لاستقبال الحفل الذي أحياه الثلاثي المغاربي، عبد الوهاب الدكالي من المغرب، نبيهة كراولي من تونس والشابة زهوانية من الجزائر· وقد كانت الفرصة أخيرا، للتعرف على جنغل المهرجان، الذي لم يعرض على المشاركين في البداية، ما أعطى مصداقية للتظاهرة وشكلا مشرفا أيضا· نجوم الدكالي، كراولي والزهوانية تتزاحم على ركح ''المرديان'' امتلأت قاعة ''المرديان'' عن آخرها، الكل ينتظر عبد الوهاب الدكالي، الذي بمجرد اعتلائه المنصة، منح محبيه عبق الزمن الموسيقي الجميل، فأهداهم أجمل أغانيه، بكل ما تحمله من قصص وحكايات، مثل أغنية ''مونبارناس'' التي يستذكر فيها قصة الشاب الجزائري المغترب بفرنسا الذي اغتيل على يد شرطة العنصرية· كما داعب الدكالي عوده بحنين يعكس سنوات من الحياة المشتركة، فردد مع الجمهور ''كان يا مكان'' و''مرسول الحب'' وغيرها من الأغاني التي تمايل على نغماتها الشباب الحاضر بقوة في القاعة· السهرة المغاربية استمرت مع نبيهة كراولي والشابة الزهوانية اللتين حملتا طبعين موسيقيين مختلفين هل كان ممكنا أن تزاحم نجمة نبيهة كراولي نجم الأغنية المغربية الأصيلة عبد الوهاب الدكالي؟ وهل كان للجمهور أن يختار بين الدكالي والزهوانية؟ كان الخيار صعبا، وكانت سماء قاعة المؤتمرات مشعة لدرجة، استحال تذوق الأطباق الثلاثة، حيث لم يشبع الحضور من صوت كراولي، واستلذ الدكالي بدوره حلاوة الخشبة، فكان صعبا إيقافه عن الغناء لمدينة قال إنه يعشقها كثيرا· لم تجد هفوات عجايمي ودخول المرتجل لتقنع الدكالي بالالتزام بالوقت، فيما كان الضيوف العرب ينتظرون الزهوانية، التي لم تفارق المهرجان، وكانت كريمة مع زملائها الفنانين الجزائريين والعرب· اختلط الخيار، وليس بعيدا عن القاعة الكبرى، كان رئيس بلدية وهران، يدعو الضيوف إلى عشاء على شرفهم، لكن الجميع فقد السيطرة على التركيز، ولم يعرف أين قبلته ومراده؟ ''التخمة'' الجمالية التي اجتهد ديوان الثقافة والإعلام في تقديمها للمهرجان، أضرت بهضم الضيوف، الذين اشتكوا طيلة أيام التظاهرة من الملل، في السهرات الطويلة بفندق الشيراطون، حيث استغرب الحضور كيف لم يوزع النجوم الثلاثة، على أيام المهرجان، ليتمكن الجمهور من التمتع بأجواء تغير كآبة فصل الشتاء· كما أن أجواء التذمر وعدم قبول النتائج، حالت دون استمتاع بعض الوفود العربية، التي فضلت العودة إلى الفندق محتفظة بغيض كبير، اتجاه لجنة لم تنصف أصحاب الإبداع الحقيقيين· مجاملة للوثائقي، تنويهات للقصير وجلبة يثيرها الطويل سجلت لجنة تحكيم الفيلم القصير، برئاسة عبد النور زحزاح وعضوية محمد عبد الرحمن أحمد سالم من موريتانيا، طلال عفيفي من السودان، مجموعة من التنويهات لأربعة أفلام قصيرة وهي ''بهية ومحمود'' لزيد أبو محمود (الأردن)، ''حنين'' لأسامة بواردي (فلسطين)، ''بيب'' لهشام صقر (مصر)، إضافة إلى الجزائرية ياسمينة شويخ التي حملت على عاتقها تتويج الجزائر بفيلمها ''جن''· لجنة الوثائقي، برئاسة طارق الشناوي (مصر)، وعضوية نور الدين عدناني (الجزائر)، وعبد الرحمن الماجدي (العراق)، اختارت فيلم سعيد العولمي بعنوان ''دار الحديث، فضاء علم وعبادة''، المنتج في إطار تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية .2011 إذ لم تسلم أي جائزة للعمل، لأن الطبعة المقبلة هي التي ستعرف انطلاق المسابقة الفعلية في فئة الوثائقي· قضية نجية لعراف تطعن في مصداقية لجنة التحكيم الفيلم الطويل، كان محط اهتمام الجميع، خاصة وأن المنافسة كانت متقاربة بالنسبة لعدد من الأعمال القادمة من العراق ومصر والمغرب وتونس أيضا· ففي الوقت الذي كان ينتظر فيه تتويج الفيلم العراقي ''المغني''، تفاجأ الجمهور بغيابه عن قائمة المتوجين، كذلك الفيلم السوري ''دمشق مع حبي''، و''مدن الترانزيت'' من الأردن· فيما حصد ''هلا لوين'' لنادين لبكي، الجائزة الكبرى ممثلة في ''الوهر الذهبي''، ناهيك عن أفضل دور نسائي للممثلة كلود باز مصبوغ، وهو الخبر الذي سيكون له تعاليق في كواليس ''المرديان''، حيث راج أن لجنة التحكيم، قررت في آخر لحظة إقصاء الممثلة الجزائرية نجية لعراف، بعد أن تم الاتفاق عليها من قبل المجموعة، وقد أكد بن عمر بختي المعلومة ل ''الجزائر نيوز''، بينما فندت بن سعيدان وهالة صدقي أن يكونا قد تحايلتا على السيدة لعراف· كما اقتربت هالة من السيدة لعراف، وأخبرتها عن استعدادها لمقابلة بختي فيما يقوله، مؤكدة أنه هو الذي رفض ترشيح الفيلمين الجزائريين· وبين تناقض رواية بن سعيدان وصدقي، اختلطت الأمور على الجزائريين الذي تمنوا أن ينالوا جائزة ولو مجاملة، كما هو معمول به في عديد المهرجانات الدولية والعربية· جدير بالذكر أن الأوراق التي كانت تحملها رئيس لجنة التحكيم بن سعيدان، ضمت محضر اجتماع وقع عليه الأعضاء بكاملهم، مكتوب عليه اسم نجية لعراف ومنحها جائزة خاصة عن دورها في فيلم ''قداش تحبني''؟