قال ناشطون سوريون أن قوات الأمن تقصف منذ فجر أمس السبت بالأسلحة الثقيلة حي بابا عمرو بحمص وتشن حملة اعتقالات مست قرابة مائة شخص، يأتي هذا بعد يوم من مقتل 28 شخصا برصاص قوات الأمن والجيش في مظاهرات جمعة ''بروتوكول الموت'' في إشارة لبروتوكول الجامعة العربية الذي وقّعته الحكومة السورية الإثنين الماضي· وأضاف الناشطون أن قوات الأمن تطوق حي بابا عمرو بحوالي أربعة آلاف عنصر بعتادهم الكامل وسط تحذيرات من اقتحامه· كما نفذت قوات الأمن اليوم حملات دهم واعتقال عشوائية وتفتيش دقيق للمنازل في منطقة نوى بدرعا· من جهتها قالت الهيئة العامة للثورة السورية أن من بين قتلى جمعة ''بروتوكول الموت'' اثنين في ريف حماة وخمسة آخرين سقطوا في كل من إدلب ودير الزور واللاذقية وريف دمشق ودرعا· وأضافت الهيئة أن الجيش السوري اقتحم القورية بدير الزور مستخدما أكثر من ستين دبابة ومدرعة، بينما تحاصر وحدات منه حي جوبر من الجهات الأربع· وتحدث ناشطون عن وصول تعزيزات أمنية كبيرة إلى حي الإنشاءات واقتحام قوات الأمن لحي بابا عمرو وقيامها بحرق بعض المنازل والمحلات· وذكر الناشطون أن قوات الجيش قصفت بشكل عشوائي المنازل في حماة، كما تم استهداف بعض المساجد وقصف المآذن بالدبابات· بدورها أفادت لجان التنسيق المحلية بأن دبابات الجيش السوري تقصف مواقع في جبل الزاوية بمحافظة إدلب· وأفادت الهيئة العامة بأن مدينة الصنمين شهدت انتشارا أمنيا وعسكريا كثيفا جرى خلاله اعتقال عدد من المواطنين والاعتداء على الممتلكات· وفي اللاذقية، اعتقلت قوات الأمن أحد أئمة المساجد إثر خروج مظاهرة من مسجد الروضة· من جهة اخرى نفى الإخوان المسلمين ل ''العربية'' اليوم السبت أي مسؤولية عن تفجيري دمشق· وقال الإخوان أن المخابرات السورية زورت موقعا إلكترونيا لتوريط الإخوان· وكانت وكالات الأنباء قد نقلت عن الموقع المزور بيانا يؤكد مسؤولية الإخوان عن الهجومين· وتوجه أمس رئيس لجنة المراقبين لجامعة الدول العربية، محمد أحمد مصطفى الدابي، إلى دمشق من أجل الاطلاع على التحضيرات لعمل فريقه هناك، ومن المفترض أن يصل أول فوج من بعثة المراقبين إلى دمشق الإثنين القادم، ويتكون من أكثر من 50 شخصية سياسية وعسكرية وخبراء في حقوق الإنسان· وقال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية، أحمد بن حلي، ''إن لجنة المراقبة ستعمل وفق المبادرة العربية، وستتحرك بحرية على الأرض''، وأضاف ''أن أفواجا أخرى من المراقبين ستصل دمشق تباعا وفق احتياجات رئيس البعثة''· وأكد بن حلي أن البعثة ستتصل بكل من تريد على الأرض، وتذهب إلى كل مكان ترغب فيه، وفق بنود البروتوكول الموقع بين الجامعة ودمشق· من جانبه، دعا برهان غليون، رئيس المجلس الوطني السوري المعارض، قادة الدول العربية إلى التدخل لإجبار النظام السوري على وقف عمليات القتل ضد المواطنين، وناشد غليون بعثة المراقبين أن تتوجه إلى حي بابا عمرو في حمص فورا، حيث قال أن الأمن السوري بدأ هجمة تصعيدية غير مسبوقة على الحي مستغلا ظلام الليل·