احتفى الملتقى الوطني للقصة والرواية في طبعته الأولى بالقصة القصيرة وكرّم القاص بشير خلف المحسوب على جيل السبعينيات، بحضور جمع من كتّاب القصة القصيرة ومن النقاد الذين تناولوا بالقراءة والنقاش واقع القصة القصيرة في الجزائر· خصص الملتقى الوطني حول الكتابة القصصية والروائية الذي احتضنته دار الثقافة أدرار طبعته الأولى لواقع القصة القصيرة الجديدة في الجزائر، وتراوحت الأشغال بين مداخلات ونقاشات وقراءات قصصية لمختلف اتجاهات وحساسيات هذا الفن في الجزائر، وكانت البداية مع الناقد الأكاديمي بشير بويجرة محمد الذي تناول مجمل أعمال القاص والروائي الحبيب السايح من ذلك زاوية نظر محددة هي العناوين، وجاءت مداخلته ''هدير الزمن وشبقية اللغة - قراءة في عرش النفق السردي عند الحبيب السايح''، بمثابة تأريخ لما وقع من تحولات اجتماعية ثقافية وسياسية في الجزائر منذ نهاية سبعينيات القرن الماضي إلى غاية هذه السنين الأخيرة· ونجح بعد ذلك القاص السبعيني بشير خلف في لفت الانتباه من خلال شهاداته في الكتابة القصصية التي لا يمكن فصلها عن مسيرته الحياتية بكل قسوتها والعراقيل التي واجهته في هذا السبيل، حيث اكتشف الحاضرون وجها آخرا من وجوه تاريخ القصة في الجزائر· ومن زاوية أخرى تناول القاص عبد الوهاب بن منصور وهو من الجيل اللاحق لجيل بشير خلف واقع الكتابة القصصية في الجزائر بالعودة إلى نصوصها المؤسسة الأولى وتأثير الإيديولوجيا في مرحلة معينة على تطور هذا الفن، حيث لقيت مداخلته ''القصة القصيرة الجديدة في الجزائر'' نقاشا كبيرا، ومن جهته تناول القاص والأستاذ الجامعي عبد الله كروم وهو ابن منطقة أدرار المشهد القصصي من خلال مجموعة جديدة للقاصة آسيا رحاحلية، وبالمقابل كانت كتابات عبد الله كروم تحت مجهر البحث مع مداخلة عبد القادر لقصاصي المعنونة ب ''قراءة فنية في الباكورة القصصية''·· ''حائط رحمونة'' لعبد الله كروم· ومن زاوية مختلفة جاءت مداخلة الناقد قلولي بن ساعد ''القصة والرواية في مخيالنا الثقافي- أسئلة الاختلاف والائتلاف''، وكان ملح الملتقى مجموعة من القراءات القصصية توزعت بين مختلف المراحل شارك فيه عدد من القصاصين المعروفين هم عبد الحميد إيزة وجميلة طلباوي وبن عالية رابحي وهاجر قويدري وبوفاتح سبقاق· وفي حفل الختام تليت التوصيات التي كان من بينها الدعوة لترسيم الملتقى ليصبح سنويا، وطبع أعماله، وإنجاز أنطلوجيا خاصة بالقصة في الجزائر، وقد تميز الحفل أيضا بتزاوج القصة والشعر من خلال قراءات القاص عبد الكريم ينينة والشاعر عبد الله الهامل، وتكريم القاص بشير خلف على مجمل أعماله ومسيرته الأدبية الطويلة·