بدأت ولاية تيزي وزو السنة الجديدة على وقع الاحتجاجات بخروج السكان في العديد من المناطق إلى الشارع وغلق الطرقات ومقرات البلديات للمطالبة بتحسين الظروف الاجتماعية وتخصيص المشاريع التنموية لمناطقهم وانتقاد المسؤولين بتقديم وعود كاذبة لم تجسد في الميدان· شهدت ولاية تيزي وزو، صبيحة أمس، أربع حركات احتجاجية شعبية، بما يندر السلطات بالولاية بسنة ساخنة، حيث أغلق قاطنو البيوت القصديرية بوادي عيسى الطريق الوطني رقم 12 الرابط بين مدينة تيزي وزو والمؤدي إلى عزازقة وبجاية، فشلّوا حركة المرور كليةً، تعبيرا عن سخطهم على السلطات البلدية والولائية التي لم تلتزم بوعودها، وقصرت في حقهم وهم الذين يعانون عدة مشاكل أثقلت كاهلهم· وحسب ممثلي السكان، فإن اللجوء إلى غلق الطريق كان الحل الوحيد أمامهم، بعد استنفاذ كل الحلول الودية والاجتماعات الماراطونية· وأكد المحتجون أن منطقتهم تعاني التهميش والإقصاء، وأن المسؤولين لم يعيروا لها أي اهتمام، بالرغم من الحركات الاحتجاجية العديدة، مطالبين بترحيلهم إلى سكنات لائقة أو إيجاد حل يخرجهم من البؤس والشقاء اليومي الذي يعيشونه، في ظل افتقار منطقتهم إلى مركز صحي والنظافة وقنوات الصرف الصحي وانقطاع الكهرباء وغياب التهيئة وغيرها من المشاكل التي تتفاقم من يوم· وذكر المحتجون أنه في الكثير من المرات تنقل رئيس البلدية ورئيس الدائرة إلى المنطقة لمعاينة حجم المعاناة، تبعتها المراسلات المتكررة للوالي ولكل المسؤولين، لكن دون جدوى باستثناء ''الوعود الكاذبة''· وبالطريق الاجتنابي الجنوبي، أغلق سكان قرية بترونة ومعاتقة الطريق بالمتاريس وأحرقوا العجلات المطاطية، مطالبين بالغاز الطبيعي وتعبيد شبكة الطرقات· كما نددوا بإقصاء منطقتهم من مشروع ربط الجهة الجنوبية بالغاز الطبيعي، بالرغم من مرور أنابيب الغاز بمحاذاتهم· يذكر أن نفس المنطقة قامت السنة المنصرمة بغلق الطريق لأكثر من 6 مرات ورفع نفس المطالب، لكن المسؤولين ''يتفننون في تقديم الوعود التي لا أساس لها من الصحة''· وببلدية آيت يحيى موسى الواقعة على بعد 30 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، أغلق العمال المتعاقدون بغلق مقر البلدية وشلوا الخدمات بها تنديدا بالظروف الاجتماعية والمهنية القاهرة التي يعيشونها، بعد رفض الإدارة إدماج 61 عاملا متعاقدا· وحسب بيان المحتجين، فإنهم محرومون من حقوق التعويضات المالية ومن المنح المتعددة التي تضمنتها القوانين، واتهموا السلطات البلدية بعدم بذل أي جهد للضغط على الإدارة قصد إدماجهم، عكس عمال البلديات بذراع الميزان وغيرها من بلديات الولاية· كما وجهوا نداء لسكان البلدية للتضامن معهم، مهددين بالتصعيد من وتيرة الاحتجاج في حالة تماطل السلطات في إدماجهم· وببلدية عين الزاوية (40 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو) احتج سكان أحياء وسط البلدية، لاسيما منهم الواقعة بالجهة الجنوبية وأغلقوا الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين ذراع الميزان وبوغني وشلوا حركة المرور، للمطالبة بمشاريع تنموية، على غرار تعبيد الطرق المؤدية إلى الأحياء وإنجاز الإنارة العمومية ومشاريع التهيئة العمرانية· وتأتي هذه العملية بعد مرور أكثر من سنة على وعود البلدية· وبنفس البلدية أغلق سكان قرية حمو أزيفور مقر البلدية للمطالبة باستكمال ربط قريتهم بالغاز الطبيعي، وهو المشروع الذي برمج سنة 2008 وتوقف أشغاله في 2009 لأسباب مجهولة، مؤكدين أنهم سئموا من الوعود التي يقدمها رئيس البلدية بمواصلة أشغال المشروع في أقرب الآجل، ناهيك عن مشاكل أخرى لم تلق الاهتمام، على غرار عدم تجديد شبكة قنوات الصرف وعدم تصليح الإنارة العمومية·