مع تكاثر التنظيمات الطلابية المعتمدة وغير المعتمدة، تراجع العمل النقابي داخل الجامعات إلى درجة أن الكثير من المشاكل البيداغوجية والمتعلقة بتراجع المستوى العلمي تبقى معلقة، في وقت اقتنع فيه قادة تلك التنظيمات أن أسرع طريق لهم لحل كل مشاكلهم هو التموقع سياسيا من أجل دخول البرلمان· الاتحاد العام الطلابي الحر، التابع لحركة حمس والذي عانى سابقا من الانشقاق الذي أصاب الحزب وتمكنت الحركة الأم من احتوائه، ومن أجل الإبقاء على ولائه للحزب، اقترحت قيادته أن ترشح الكثير من قيادته للاستحقاقات الانتخابية القادمة وعلى رأسها التشريعيات المقررة في شهر ماي القادم وهو الحزب الذي كان ينكر انتماء التنظيم إليه بشكل رسمي· ويبدو أن طموح قيادات التنظيم الطلابي أكبر من ''الكوطة'' الممنوحة لهم داخل الحزب، وهو ما يبرر دعوة الطلابي الحر رئيس الجمهورية لإعطائهم كوطة أخرى داخل البرلمان، ففي رسالة موجهة للرئيس وقعها الأمين العام للطلابي الحر مصطفى نواسة ومؤرخة في 7 جانفي ,2012 جاء بصريح العبارة: ''إننا كشباب وطلبة جزائريون نلتمس من فخامتكم عاليا أن تكون للشباب الجزائري لائحة وطنية خاصة بهم تعبّر عن انشغالاتهم وطموحاتهم داخل قبة البرلمان· كما نجدد مطلبنا الرامي بتأسيس هيئة وطنية تعنى بالشباب وتطلعاتهم تحظى برعايتكم الموقرة''· ولم يكن قرار قيادة حمس بمكافأة قيادة التنظيم الطلابي على ولائه في معركة الانشقاق الحزبي سابقة في الجزائر، فقد لجأ عبد العزيز بلخادم إلى الفعل نفسه في تشريعيات 2007 عندما كان خارجا من معركة داخلية بين الحركة التصحيحية التي قادها وجناح علي بن فليس، حينها كافأ بلخادم أتباعه من قيادات التنظيمات الطلابية ورشحهم للتشريعيات، ويبدو واضحا أن اللعبة تدخل في إطار إغراءات سياسية للقيادات الطلابية حتى لا تهرب إلى الجناح الآخر وقد تكررت أكثر من مرة، فبعد أن كانت التنظيمات الطلابية مجرد مفرخات للنضال الحزبي، تحولت مع التقاليد السياسية الجديدة إلى محور إغراء هذا الجناح أو ذاك من الحزب نفسه، إلى درجة أصبح قياديو التنظيمات مثل الأثرياء الجدد لا همّ لهم إلا التموقع السياسي على حساب كل شيء، وإن استمر الوضع على هذا الحال فعلى العمل النقابي الطلابي السلام·