حان الوقت لليبيا العزيزة أن تتحزم وترقص على أنغام خيباتها التي تتوالى تباعا وتحضر الزاد للعسكر الأمريكي الذي سيدخلها دخول الحماة الفاتحين قادمين من ماطا إليها حتى يردوا عنها عدوان أشقائها ويضعوا حدا لأطماعهم في بترولها وغازها··· نهق حماري معلقا ··· يداك أوكتا وفوك نفخ· قلت ساخرا ··· كان الأجدر بك أن تحيي الذكاء الأمريكي عوض أن تلعن الغباء الليبي· قال ··· مع كل القهر الذي يعيشه هؤلاء يعز علي أن أزيد على همهم هما· قلت··· هم دخلوا اللعبة التي رسمتها أمريكا وفرنسا برعاية ودعم قطري بامتياز وظنوا أنهم حرروا بلادهم من الظلم والطغيان بعد أن أجهزوا على القذافي وأردوه قتيلا ورموه في الصحراء حتى لا يبقى له أثر يذكرهم به ولكن في مقابل ذلك فتحوا الباب على ظلم آخر ورجس لن يتمكنوا يوما أن يبعدوه عنهم· ضرب حماري بذيله يمينا وشمالا وقال ···فعلا ذكاء أمريكا لا يمكن أن يضاهيه ذكاء، فها هي تستعد كي تكون الحامية والدرع الذي سيطوق آبار البترول والغاز الليبية بعد أن استعملت كل قوتها من أجل تدمير ليبيا بقوتها العسكرية وضرباتها العشوائية التي لم تفرق بين الأخضر واليابس· قلت بنبرة حزن شديدة ··· لست أدري كيف قبلوا هؤلاء هذا؟ قال بغضب··· قبلوا أن تدمر بلادهم، ثم تناحروا وتناطحوا فيما بينهم، ثم استنجدوا بأمريكا حتى تفصل بين الإخوة الأعداء وحتى تحميهم من بطش العرب· قلت ضاحكا ··· سوف تقدم لهم الحماية اللازمة ومع مرور الوقت سوف يندمون على كل ما فعلوا· قال ··· تظن هذا؟ قلت ··· الخطة المرسومة كلها تؤكد ذلك، والاستثمارات التي استفادت منها قطر في فرنسا وما صاحبه من احتجاجات على ذلك من طرف بعض الأطراف الفرنسية المعارضة لساركوزي تؤكد أن قطر كانت وما تزال جزءا من اللعبة· نهق نهيقا مخيفا وقال ··· رغم ذلك أؤكد لك أنها ستكون أيضا ضمن اللعبة، وسيأتي دورها لا محال وكما أدخلت الجنود الأمريكان ليبيا حتى يغفوا آخر قطرة نفط سيدخلون صحراءها ويتبولون على بترولها طال الزمن أو قصر·