دخل تلاميذ ثانوية بلدية آيت يحيى موسى، أول أمس الخميس، في إضراب عن الدراسة للمطالبة بتوفير الأمن لحمايتهم من الأخطار المحدقة بهم داخل وخارج الثانوية· لم يهضم تلاميذ ثانوية آيت يحيى موسى، الواقعة على بعد 30 كلم جنوب غرب مدينة تيزي وزو، صمت مسؤولي البلدية ومديرية التربية··· وغيرها من السلطات المعنية، والتأخر في تجسيد مطالبهم، حيث نددوا بسياسة الوعود الكاذبة التي أصبحت -حسبهم- الوسيلة المفضّلة للمسؤولين لامتصاص غضب التلاميذ· وفي هذا الإطار، يقول أحد ممثلي التلاميذ ''المسؤولين يتقنون الوعود الكاذبة بهدف ربح الوقت والتلاعب بمصير وحياة التلاميذ رغم الأخطار المحدقة بنا''· وأكد ممثلو التلاميذ في تصريحاتهم ل''الجزائر نيوز''، أن مؤسستهم التربوية تفتقد كليا للأمن داخليا وخارجيا، وأن الثانوية أصبحت المكان المفضّل للمنحرفين الذين يستغلون فرصة غياب الأمن لممارسة كل أنواع التجاوزات على التلاميذ لاسيما الفتيات، حيث يتعرّضن إلى مختلف أنواع المعاكسات التي تمس بكرامتهن، وكشفوا أنهم يسجلون يوميا مضايقات خصوصا على مستوى مدخل الثانوية، وكذا في الطريق المؤدي إليها، وهي الأماكن التي يتوافد إليها عدد معتبر من المراهقين المنحرفين· وأشار التلاميذ إلى أن بعض المنحرفين يقتحمون الثانوية من الجدران ويتوغلون داخلها، وحسبهم يحدث هذا خصوصا في فترات الاستراحة، ويقبعون في المراحيض خلال عودة التلاميذ إلى قاعات الدراسة· وأخطر من ذلك، أكد التلاميذ أن بعض المنحرفين يكونون في حالة يرثى لها بسبب تناولهم للمشروبات الكحولية والمخدرات ويتحرشون بالمتمدرسات· من جهة أخرى، كشف التلاميذ أن معاناتهم لا تنتهي عند هذا الحد، بل أصبحوا عرضة لكل أنواع المخاطر الناجمة عن حوادث المرور التي تهدد حياة المتمدرسين في هذه الثانوية، خصوصا وأن الكثير من التلاميذ يقطعون أكثر من 200 متر على طول الطريق الوطني رقم 25 المؤدي إلى ذراع الميزان الذي يعرف حركة سير كثيفة، وهو الشطر الذي يفتقد إلى الممهلات التي من شأنها أن تخفف سرعة السائقين، حيث طالبوا من السلطات البلدية إنجاز ممهلات في هذا الشطر منذ السنة الماضية، لكن إلى يومنا هذا لم يتجسد أي شيء· وفي سياق ذاته، أضاف التلاميذ إن الطريق الفرعي المؤدي إلى الثانوية هو الآخر يفتقد إلى كل أنواع الأمن، وأن بعض السائقين الذين يسلكون هذا الطريق يستخدمون السرعة لاسيما منهم فئة الشباب الذين يعاكسون الفتيات بمركباتهم، مؤكدين أنهم سجلوا الكثير من حالات الحوادث مست تلاميذ الثانوية، آخرها كانت الأسبوع المنصرم، حين كادت شاحنة أن تقتل تلميذا كان في طريقه إلى الثانوية، وهو الوضع الذي أثار سخط وتذمر التلاميذ، وقالوا إن هذه الحادثة تعتبر القطرة التي أفاضت الكأس، حيث لم يجد التلاميذ أي وسيلة أخرى للمطالبة بالأمن إلا الإضراب عن الدراسة وغلق الثانوية· هذا، وأكد المحتجون أن رئيس البلدية تنقل إلى عين المكان لمقابلة التلاميذ، وعوض أن يحاول فهم انشغالاتهم وتجسيد مطالبهم، تسبب في إثارة غليان المحتجين· وحسب ممثلي التلاميذ، فإن مطلب الأمن بثانوية آيت يحيى موسى لم يثير اهتمام رئيس البلدية الذي قابلهم بالرفض وقال للتلاميذ ''ليس لديّ الأمن في مكتبي، فكيف لي أن أوفر لكم الأمن''، وأضاف ''مشكل الأمن يتجاوزني''، هذا التصريح أثار سخط التلاميذ الذين أصروا على مواصلة الإضراب إلى غاية تجسيد مطالبهم·