استقبل حماري رسالة نصيه ''أس أم أس'' على هاتفه النقال يبدو أنها وردت من وزارة الداخلية تدعوه للانتخاب في التشريعيات القادمة ·· انفجر على إثرها من الضحك والنهيق وهو يقول··· وأخيرا تعترف الدولة بأننا مواطنون ننتمي لهذا البلد؟ قلت له ساخرا ··· وهل كنت تظن نفسك غريبا عن الوطن أيها الحمار اللعين؟ قال ناهقا ··· إلى حد اليوم نعم ··· الدولة حينما تريد الوصول إليك تصل ولو كنت في جهنم، وحينما لا تريد لن تسمعك ولو كنت أمامها· قلت ··· المصلحة العامة تقتضي ذلك أيها الحمار الثرثار· قال··· تقصد أن أصواتنا المبحوحة التي تريدها الدولة أن تصب في صناديق الاقتراع هي معيار عن ديموقراطية البلد الذي بلغ مستوى عاليا من الوعي ولا يحق لأي جهة أن تشك فينا··· قلت ··· العزوف يعني أن خللا ما يحدث بين الشعب والسلطة، وهذا يرجح فرضية أن الشعب غير راض عن أداء مؤسسات دولته، وهذا بدوره يثير الشكوك عند الدول المتابعة للشؤون العربية· نهق وقال ··· المسألة مترابطة وأثبتت بعد كل هذا أن صوتي أنا الحمار في آخر الأمر شيء مهم أليس كذلك؟ قلت ··· إلى حد ما ولكن يجب أن تكون حمارا وطنيا ولا تورط بلدك في مشاكل هي في غنى عنها وتذهب يوم الانتخابات لتدلي بدولك فيها· زاد من نهيقه المستفز والمخيف وقال··· الأمر خطير إلى هذا الحد؟ قلت ··· وأكثر أيها الحمار ··· يجب أن نكثف جهودنا حتى لا نكون مطمعا للناتو أو غيره· قهقه عاليا وقال ··· لماذا هذه الوزارة لم تكلف نفسها عناء بعث رسائل تسأل فيها عن همومنا ومشاكلنا؟ أليس لو فعلت ذلك سنذهب اليوم إلى الصندوق دون رسائل أو تحلال؟ قلت ··· لكل مقام مقال أيها الحمار· قال ··· خليهم يفوطيو وحدهم ··· أنا همومي أكبر من صوت أمنحه لهذا أو ذاك·