المرأة في مسرحية ريم تاكوشت، هي ''الغالية'' التي تسعى إلى تبديد ''السواد في الأمل''، وفتح أبواب الفكر الحر والعمل الفعال، دون قيد أو توجيه· مونودراما لبست شخصيتها الوحيدة ريم، فكانت الفتاة الحالمة، مرآة عاكسة لمجتمع مثقل بالصعوبات والأحلام المعطلة· نص حسين نذير، سرعان ما سجل مروره على الثورات العربية، كواحدة من أبرز المواضيع التي تزاحمت في العرض، وأجهدت الممثلة على الخشبة· تابع جمهور المسرح الجهوي عز الدين مجوبي بعنابة، العمل المسرحي الأول في قائمة الأعمال المتنافسة في مهرجان الإنتاج النسوي، وأمام أنظار لجنة تحكيم برئاسة زينب الأعوج، ظهرت ريم تاكوشت جالسة القرفصاء، أمام صندوقها القديم، تنفض الغبار على أشيائها القديمة، وذكرياتها الموروثة عن والدتها. النص كتبه حسين نذير، وعالجه دراميا جمال السعدواي، فيما تكفل جمال قرمي بالإخراج، وحملت تاكوشت على عاتقها مهمة نقل الحكاية إلى الناس، ولكن بصوت لم يكن قويا كما تعودنا عليه، ما حال دون وصول الجمل كاملة إلى إذن المتفرج، خاصة وأن المسرحية قائمة على السرد، وعلى الأفكار التي كانت ''الغالية'' تطرحها، وهي تتجول وحيدة في غابة موحشة، لا يؤنسها في وحدتها سوى صندوق قديم وجذع شجرة جذورها في الأرض وأعرافها مقطوعة. أما باقي الخشبة، فكانت للسواد مملوكة، وفي الفراغ تحركت الممثلة، غنت ورقصت كالكبار والصغار، ضرب البندير بكفيها، نادت كما القوال في الأسواق، وقصت على المستمعين، ما حل بأجيال هذا البلد، الذي فقد معالمه، فلم يعد المجاهد بطلا، واستولى الانتهازيون على النياشين والنجوم، وتراجع دور المرأة، فاستحالت إلى أداة للمتعة. لكن االغاليةب قررت أن تفتح عقلها على العالم، وفي غمرة الوحدة، وجدت السلوى في قراءة الكتب، ومن بين الصفحات التي قلبتها كتاب أحلام مستغانمي ''نسيان كوم'' وقراءة مقاطع منه. ومن كتاب آخر كتب عن معركة بنزرت، تصاعد حماس الغالية، وهي تتذكر سلسلة الثورات في تونس، مصر، ليبيا، سوريا، تاركة المجال مفتوح للاتي. تنوعت اللغة الحكائية في المسرحية، بين العربية الفصحى والعامية وصولا إلى الفرنسية، تمرين لغوي نجحت فيه ريم، لكنها غرقت في الخطابية، ما جعلها بعيدة عن حرارة القاعة نوعا ما، إذ لم يبد الجمهور تفاعلا معها رغم المقاطع الكوميدية التي طعمت بها حوارها مع نفسها .