يشكو سكان قرية إقوراس ببلدية آيت يحيى الواقعة على بعد 42 كلم جنوب شرق مدينة تيزي وزو والتابعة إداريا لدائرة عين الحمام، من غياب أدنى ضروريات الحياة، فهم يعانون جملة من النقائص والمشاكل التي أثقلت كاهلهم لسنين طويلة جراء غياب المشاريع التنموية بشتى القطاعات. تعد قرية إقوراس من بين المناطق الجبلية النائية بولاية تيزي وزو، حيث وبحكم موقعها بالقرب من أعالي جبال جرجرة فإن البرد الشديد والثلوج التي لا تفارقها طيلة فصل الشتاء، كلها ميزات شكلت معاناة السكان وجعلتهم ينتظرون تجسيد المشاريع الإنمائية التي من شأنها إخراجهم من العزلة والتهميش التي يعيشونها منذ سنوات بسبب افتقار منطقتهم لأدنى الإمكانيات اللازمة، حيث نددوا وبشدة بجعل منطقتهم خارج اهتمامات المسؤولين المحليين الذين حسب تصريحاتهم ل ''الجزائرنيوز'' لا زالوا يمارسون في حقهم سياسة الإقصاء والتهميش، التي نجمت عنها نقائص بالجملة في القرية تتقدمها أزمة غياب الغاز الطبيعي بها، حيث وبالرغم أهمية هذه المادة الحيوية في يومياتهم نظرا لتعدد استعمالاتها وصعوبة الاستغناء عنها في ظل غياب بديل آخر ولو كان ذلك قارورات غاز البوتان التي لا تصل هي الأخرى إلى القرية لصعوبة مسالكها خصوصا وأنها تعزل عن المناطق المجاورة لها في أغلب أوقات فصل الشتاء وذلك بفعل تراكم الثلوج على مستوى الطرق المؤدية إليها، وتضاف إليها مشكلة نقص نقاط التموين التي لا تكف لتلبية حاجات السكان من هذه المادة، هذا ومن ناحية أخرى يعد الاحتطاب في ظل غياب المشاريع التنموية التي من شأنها توفير مناصب عمل دائمة للسكان، مصدر رزق للعديد من العائلات، حيث يلجأون إلى الغابات المجاورة، وبالرغم من صعوبة الأمر، قصد الاحتطاب ومن ثم بيعه بأثمان ضئيلة مقارنة بالجهد المبذول في جمعه، لا تكف بحسبهم لسد الحاجات الأولية من غذاء وألبسة لأفراد أسرهم، فالمعاناة المتواصلة للسكان مع هاجس غياب الغاز الطبيعي دفع بلجنة القرية إلى تجديد مطلبهم للسلطات الولائية بهدف ربط قريتهم بهذه المادة قبل فوات الأوان. وعلى صعيد آخر ومن النقائص التي أرقت الأهالي كذلك، مشكل نقص التغطية الصحية وانعدامها في حالات كثيرة، حيث أن إقوراس تفتقر لوحدة صحية من شأنها ضمان أدنى الخدمات الصحية للسكان، إذ كثيرا ما يجدون أنفسهم مضطرين للتنقل إلى قاعات العلاج الواقعة في المناطق المجاورة على غرار تلك المتواجدة بوسط مدينة عين الحمام، وكذا قرية آيث هشام، وذلك بهدف تلقي الإسعافات الأولية، قاطعين مسافة تتعدى 5 كلم، وهو الحل الذي لا يتمكن منه عامة الناس لصعوبة الالتحاق بهذه النقاط لغياب وسائل النقل في القرية، فضلا عن غياب سيارة إسعاف للمساهمة في سد هذا النقص، وكثيرا ما يلجأ السكان إلى التداوي بالطرق التقليدية بالاعتماد على الأعشاب الطبيعية في ظل غياب حل أفضل من ذلك، فانعدام وسائل النقل يجبر السكان على قطع مسافات طويلة مشيا على الأقدام للوصول إلى محطة النقل المتواجدة بمنطقة سيدي علي أويحيى أين تتوفر الأخيرة على وسائل نقل، معرضين بذلك أنفسهم للخطر خصوصا في أيام البرد الشديد التي تميز المنطقة، فضلا عن الاعتداءات المتكررة من طرف مجهولين على السكان خاصة أن المسالك التي يستعملونها محفوفة بالمخاطر. هذا وتعد فئة الشباب بالقرية أكثر الفئات تضررا من توقف عجلة التنمية في المنطقة، فانعدام المرافق الترفيهية وفضاءات الخاصة بالشباب، مشكل آخر يطرح نفسه بقوة، وذلك بالنظر للدور الهام الذي تلعبه مثل هذه الأماكن في احتضان هؤلاء الشباب في أوقات فراغهم، بالإضافة إلى أنها كذلك تمثل الحصن المنيع لهم لتفادي الآفات الاجتماعية كتعاطي المخدرات وما شبه ذلك لا سيما أن نسبة البطالة تعرف تزايدا مستمرا من سنة إلى أخرى، حيث أضحى التسكع في المقاهي السبيل الوحيد لديهم لقضاء أوقات فراغهم، حيث يبقى مشروع إنجاز دار الشباب بالقرية الأمل الوحيد لدى الشباب، بالرغم أن وتيرة أشغال إنجازه تسير بخطى بطيئة.