حظيت ولاية تيزي وزو بمشروع إنجاز محطة جهوية لتوليد الطاقة الكهربائية من مياه البحر ''تيرمو إلكتريك'' التي سيتم إنجازها بمنطقة ملاطة التابعة للمنطقة الساحلية أزفون، وحسب مسؤول مديرية الطاقة والمناجم لتيزي وزو فإن هذا المشروع الضخم سيمول قرى وبلديات الولاية، إضافة إلى عدة مناطق بالوسط، خاصة تلك المجاورة للولاية. وأوضح مصدرنا أن هذه المحطة التي سيتم إنجازها بولاية تيزي وزو تعد من بين ال6 محطات الجهوية التي برمجت على المستوى الوطني، والتي تدخل في إطار برنامج أطلق عليه تسمية ''مخطط مديري استعجالي لإقامة محطات تيرمو إلكتريك ذات قوة 300 ميغا واط''، حيث ستساهم في ربط جميع أنحاء الولاية بالطاقة الكهربائية ذات الضغط المرتفع، ما سيسمح بالقضاء النهائي على مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بالمنطقة، والتي كانت وراء تزايد الاحتجاجات والشكاوى على السلطات جراء الخسائر الكبيرة التي لحقت بهم. في هذا الصدد تم اختيار مكتب دراسات لتولي عملية إجراء الدراسات اللازمة، حيث تم اختيار قطعة أرضية واقعة بملاطة دائرة أزفون، والتي تتربع على مساحة قدرها 40 هكتارا، حيث تم إرسال تقرير حول الدراسات المنجزة إلى السلطات المركزية، التي قامت بتشكيل لجنة متكونة من ممثلين عن وزارة الفلاحة، الطاقة والمناجم، الذين قاموا بزيارة تفقدية للمكان للبحث أكثر عن مدى ملاءمته، حيث خرجوا بقرار رفض ومنع استغلال تلك الأرضية المختارة بعدما تبين من خلال الدراسات المنجزة أنها أرض فلاحية خصبة 100 بالمائة. وبناءا على رد السلطات تم إلغاء القطعة الأولى وشرعت بذلك مديرية الطاقة والمناجم في البحث عن قطعة أرضية أخرى تكون مناسبة لاحتضان هذه المحطة وفعلا تم إيجاد أرضية جديدة بمنطقة ملاطة دائما، التي تتربع على مساحة 40 هكتارا، حيث تم تنصيب لجنة ولائية مشكلة من مختلف مدراء القطاعات بالولاية، منهم السكن، الفلاحة، الطاقة، الغابات، السياحة وغيرهم، إضافة إلى المسؤول الأول لدائرة وبلدية أزفون، والذي تنقل إلى منطقة ملاطة وتحديدا إلى المكان المسمى ''داس بوسوا لم سابقا'' وكان ذلك في شهر أفريل ,2008 وبعدما أجريت لها دراسات جديدة والتي أسفرت عن ملاءمتها لمثل هذا المشروع تم عرضه على السلطات المركزية حيث أبدت الموافقة عليها. وتم بذلك استدعاء مسؤولي المديرية الجهوية لسونلغاز بتيزي وزو الذين عرضت عليهم الأرضية الجديدة المختارة ووافقوا بدورهم، حيث رحبوا بالفكرة إذ تبين أنه المكان المناسب. وأسندت بذلك مهمة إنجاز هذه المحطة حسب مسؤول قطاع الطاقة والمناجم بولاية تيزي وزو لمديرية سونلغاز التي ستتكفل بالمشروع الذي يعد بالكثير لسكان الولاية وولايات أخرى التي برمجت عملية استفادتها منه، حيث ينتظر أن تعطى إشارة انطلاق تجسيد المشروع ميدانيا بين لحظة وأخرى، خاصة وأنه تم تسخير كل الإمكانيات اللازمة لذلك. وينتظر حسب المصدر أن تساهم المحطة في امتصاص ولو جزئيا ظاهرة البطالة المتفاقمة بتراب الولاية، حيث ستوفر ما لا يقل عن 500 منصب شغل لأبناء المنطقة، هذا فيما يرتقب أن يتدعم المشروع بمحطات تصفية مياه البحر التي من شانها أن تقضي على أزمة الماء الخانقة التي تعيشها عدة مناطق الولاية، لاسيما الشمالية التي ينتظر سكانها بفارغ الصبر أن يتم تمويلهم من سد تاقسبت حسب ما أكده مسؤول قطاع الري بالولاية.