ستشرع المديرية الجهوية لسونلغاز بولاية تيزي وزو في أشغال إنجاز محطة جهوية لتوليد الطاقة الكهربائية من مياه البحر "تيرمو إلكتريك" ذات قوة 300 ميقاواط التي سيتم إنجازها بقطعة أرضية واقعة بالقرب من منطقة ملاطة التابعة للمنطقة الساحلية ازفون، وحسب ما أكده السيد عبد الكريم أوشعبان مسؤول بمديرية الطاقة والمناجم لتيزي وزو فإن هذا المشروع الضخم سيمول قرى وبلديات الولاية، إضافة إلى عدة مناطق الوسط، خاصة منها المناطق المجارة للولاية. وحسب ما أوضحه المتحدث فإن هذه المحطة التي سيتم إنجازها بالولاية تعد من بين ال6 محطات الجهوية الست (6) التي برمجت على المستوى الوطني والتي تدخل في إطار برنامج أطلق عليه اسم "مخطط مديري استعجالي لإقامة محطات تيرمو إلكتريك ذات قوة 300 ميقا واط"، حيث ستساهم في ربط جميع أنحاء الولاية بالطاقة الكهربائية ذات ضغط مرتفع ما سيسمح بالقضاء وبشكل نهائي على مشكلة الانقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي بالمنطقة، خاصة أن الولاية عامة والتي كانت وراء سلسة الاحتجاجات التي يشنها المواطنون على مصالح مديرية سونلغاز أمام الخسائر الكبيرة المكبدة لديهم جراء هذه المشكلة التي أثقلت كاهل العائلات على مدار أيام السنة خاصة في فصل الشتاء والصيف، على اعتبار أن الطاقة الكهربائية مطلوبة فيهما بكثرة. وأضاف السيد أوشعبان أنه تم اختيار مكتب دراسات أسندت له عملية إجراء الدراسات اللازمة بالقطعة الأرضية المختارة والواقعة بالمكان المسمى ملاطة بدائرة ازفون الساحلية والتي تتربع على مساحة قدرها 40 هكتارا، وقامت على خلفية الدراسات بتحرير تقريرحولها والذي تم إرساله إلى السلطات المركزية، هذه الأخيرة عمدت إلى تشكيل لجنة متكونة من ممثلي عن وزارة الفلاحة، الطاقة والمناجم، الفلاحة وغيرهم الذين وبعد دراستهم للتقرير قاموا بزيارة تفقدية للمكان للبحث والنقب أكثر عن مدى ملائمته لاستقبال مثل هذا المشروع، حيث خرجوا بقرار رفض ومنع استغلال تلك الأرضية المختارة بعدما تبين من خلال الدراسات المنجزة أنها ارض فلاحية خصبة 100 بالمائة. وبناء على رد السلطات تم إلغاء القطعة الأولى وشرعت بذلك مديرية الطاقة والمناجم في البحث عن قطعة أرضية أخرى تكون مناسبة لاحتضان هذه المحطة، وفعلا تم إيجاد أرضية جديدة بمنطقة ملاطة دائما، التي تتربع على مساحة 40 هكتارا حيث تم تنصيب لجنة ولائية مشكلة من مختلف مديري القطاعات بالولاية منهم السكن، الفلاحة الطاقة، الغابات، السياحة وغيرهم، إضافة إلى المسؤول الأول لدائرة وبلدية ازفون، والتي تنقلت إلى منطقة ملاطة وتحديدا إلى المكان المسمى "داس بوسوا لم سابقا" وكان ذلك في شهر افريل 2008، وبعدما أجريت لها دراسات جديدة والتي أسفرت على ملائمتها لمثل هذا المشروع، حيث تم عرضه على السلطات المركزية التي أبدت الموافقة عليه، وتم بذاك استدعاء مسؤولي المديرية الجهوية لسونلغاز بتيزي وزو وعرضت عليهم الأرضية الجديدة المختارة ووافقوا بدورهم حيث رحبوا بالفكرة إذ تبين انه المكان المناسب، غير انه - يضيف المتحدث - طرأت مؤخرا عدة تغيرات على المشروع حيث تم إلغاء الأرضية المختارة ونقل المحطة إلى مكان آخر والواقع بالقرب من محطة تصفية مياه البحر ليس بعيدا عن ملاطة، حيث أسندت بذلك مهمة إنجاز هذه المحطة حسب مسؤولي قطاع الطاقة والمناجم بولاية تيزي وزو لمديرية سونلغاز التي ستتكفل بالمشروع الذي يعد بالكثير لسكان الولاية وولايات أخرى التي برمجت عملية استفادتها الطاقة الكهربائية التي ستولدها هذه المحطة، وانه تم تسخير كل الإمكانيات اللازمة لذلك. وينتظر حسب المتحدث أن تساهم المحطة في امتصاص ظاهرة البطالة المتفاقمة بتراب الولاية، حيث ستوفر ما يقارب 1200منصب شغل لأبناء المنطقة، هذا فيما انه يرتقب أن يتدعم المشروع بمحطات تصفية مياه البحر التي من شأنها أن تقضي على أزمة الماء الخانقة التي تعيشها عدة مناطق الولاية لا سيما الشمالية التي ينتظر سكانها بفارغ الصبر أن يتم تمويلهم من سد تاقسبت حسب ما أكده مسؤولو قطاع الري بالولاية، في اجتماعاتهم السابقة خلال مناقشتهم لملف الماء بتيزي وزو، كما أشاروا خلال زيارتهم الميدانية الأخيرة لسد تاكوديت اوسدذون التابع لولاية البويرة أن ولاية تيزي وزو ستودع أزمة الماء بصفة نهائيا بعدما يتم ربط المناطق الجنوبية للولاية انطلاقا من تاكدويت أوسرذون والمناطق الشمالية التي سيتم ربطها انطلاقا من سد تاقصبت، موضحين أن تيزي وزو ومن خلال توفيرها لكل الشروط اللازمة من ماء، غاز وكهرباء تكون بذلك قد فتحت مجالا للاستثمار من بابه الواسع ما من شأنه ان يعود بالفائدة على المنطقة والوطن معا.