إنطلق السوسيولوجي الزبير عروس، المتابع لشؤون الجماعات الإسلامية من سؤال: لماذا نناقش في هذه اللحظة ظاهرة التيار الإسلامي ولا نناقش بالمقابل التيار الديمقراطي، وكأن هذا الأخير غير موجود؟ قال الزبير عروس، أستاذ علم الاجتماع بجامعة الجزائر، إن الظاهرة ملتبسة بالفعل، لأنها ترتبط بالدين الذي كان ولايزال عنصرا فاعلا منذ تأسيس المجتمع الجزائري والمراحل التي مرّ بها، وأن الحركة الوطنية بدأت بحمل شعارات دينية مع الأير خالد ثم نجم شمال إفريقيا، وقال إن إطلاق صفة ''إسلامي'' على تلك الأحزاب يؤدي إلى إدراجها خارج القانون، والقوانين تمنع تسمية الأحزاب على أساس ديني أو عرقي· وقال إن الإسلاميين (الذين تحفظ على تسميتهم) موجودون الآن في منتدى دافوس من خلال أبرز ممثليهم مثل التونسي راشد الغنوشي الذي قال ''ليست لنا أي مشكلة مع الديمقراطية''، وذهب بعيدا في هذا المنتدى العالمي بالقول إنه مع الاقتصاد الحر· أو كما قال المفكر الإسلامي المصري محمد سليم العوا في المناسبة نفسها معاتبا الغرب بقوله إنه أيّد الأنظمة الديكتاتورية ولم يسمحوا للإسلاميين باستلام الحكم· وتساءل إن كانت الأحزاب المسماة إسلامية هي التي توجه الجماهير أو أن الجماهير هي التي تملي على تلك الأحزاب خطابها، قائلا إن أول ''حزب إسلامي'' هو حركة حماس (حمس حاليا) من منطلق أن الجبهة الإسلامية للإنقاذ ليست حزبا بقدر ما كانت تضم تيارات شعبوية أخذتها نشوة الهتافات· وفي الوقت الذي يتابع البعض تحولات المشهد التونسي الذي يقوده الإسلاميون بكثير من الإعجاب، قال السوسيولوجي الزبير عروس، إن المشاكل بدأت تظهر هناك من خلال حديث المنظمات والجمعيات الحقوقية عن وجود انتهاكات صارخة لحقوق الإنسان باسم الدين في بعض المناطق التونسية· وعن المشهد المصري، وكيف أن المشهد السياسي هنا بدا وكأنه يقترب من تعددية في إطار ''إسلامي'' على رأي بعض المتدخلين عندما أشار إلى تنافس الإخوان والسلفيين في الانتخابات، قال الزبير عروس إن هناك 5 أحزاب سلفية كانت تكفر بالعمل السياسي قبل أن تنقلب على مواقفها السابقة، وهي تنخرط في المشهد السياسي الجديد، وقد فاز التيار السلفي بعدد 90 مقعد تاركا الأغلبية للإخوان الذي أصبحوا الآن في ''ورطة''، على حد تعبيره، وهم يواجهون السلفيين داخل قبة البرلمان في فتنة تحمل عدوات كبيرة· ومن هذه المنطلقات يرى السوسيولوجي الزبير عروس، أن مصطلح ''إسلامي'' أو ''إسلاموي'' لم تعد ناجعة ولم تعد أداة للتحليل· وقال إن التعددية السياسية داخل هذه المرجعية التي تتبناها الكثير من التشكيلات السياسية أصبحت لها مصائب والكثير من رموز تلك الأحزاب تتبنى خطابات التهم بين بعضها، وقال إن العشرة أحزاب الجديدة التي منحتها، مؤخرا، وزارة الداخلية تأشيرة تنظيم مؤتمراتها التأسيسية كلها تحيل ''إلى الإسلام كمرجعية''· وقال إن ظاهرة الإسلاميين تحيل إلى مأساة التاريخ الإسلامي، حيث يلتبس ما هو سياسي بما هو ديني ومن هنا نشأت هذه التناقضات التي أدت إلى هذه الوقائع·