لست أدري هل يمكن لنا التفاؤل بمستقبل أفضل في ظل كل ما نراه ونعيشه في بلادنا وحتى في البلدان الأخرى؟ هل نرفع شعار ''غدا سيكون أفضل'' أم لا يمكن ذلك؟ قال حماري بحزن·· إن كنت تريد رأيي، فلا تفكر أبدا في هذا المستقبل الذي تقول عنه لأننا ومنذ سنوات نتمنى أن تتحسن الأحوال ولكنه لم يحصل ذلك· قلت بأسف·· تُراه إلى متى ستبقى سياسة ''التطباع'' هذه واللامبالاة وحتى التحقير التي نعيشها؟ نهق بشدة وقال··· هل تعرف سياسة ''أحيني اليوم واقتلني غدوة''؟ قلت··· أعرفها جيدا أيها الحمار··· قال··· هذه بالذات سَتفك لك عُقدة الحال والأحوال، طبقها وسوف تعيش براحة وارتياح، ستجعلك بليدا غير آبه بما حصل أو يحصل ولن تفكر في مسألة الحقوق والواجبات ولن تتطلع إلى أي شيء··· قلت··· هذا بالضبط ما يريده هؤلاء، يريدوننا خارج مجال الحياة، لا نريد ولا نطالب ونسامح في كل شيء حتى فيما لا نريد··· نهق بشدة وقال··· السلطان يا عزيزي هو من بعُد عن السلطان، ليعيش مرتاح البال والضمير··· صحت فيه بغضب وقلت··· هل قلت لك إني أريد أن أجاور السلطان أو أطمع فيه؟ أنا لم أقل هذا ولكن كل ما في الأمر نريد أن نرى المستقبل بلون غير السواد··· قال ساخرا·· قلت لك لا يمكن أترى المستقبل لأن ''السيستام'' يريد هذا؟ أكاد أخالك حمارا لا تفهم؟ قلت ضاحكا··· تشتم نفسك وتؤكد أن الحمار لا يفهم؟ قال ناهقا··· أعرف جيدا كيف يفكر غيري في الحمير ولكن أؤكد لك أني لست بعيدا عنهم والدليل الوضع الذي يعيشه هؤلاء وتعيشه أنت يدل على ذلك قلت··· تريدنا أن نثور أيها الحمار؟ نهق وقال··· لا تنتظر الحكمة والنصيحة من فاه حمار أنتم بنو البشر أعقل وأنصح وأحكم وابحث عن مستقبلك الضائع عوض البكاء عليه·