رغم العام الجديد الذي لا أدري إن كان سيكون سعيدا أم كئيبا إلا أن حماري بقي يفكر في أشياء أخرى يبدو أنها تشغله أكثر من ''البوناني''·· قلت له·· عساه خيرا ما يشغلك أيها الحمار؟ قال ناهقا·· أنا أفكر في أوضاع الدنيا المقلوبة وأنت تفكر في أشياء أخرى؟ قلت·· خيرا ما هو المقلوب وأنا لا أعرفه؟ قال·· أخاف أن تكون السنة الجديدة أسوأ من الفائتة·· قلت·· وما هو الشيء الذي ساء في السنة الماضية؟ قال·· الخالوطة والفوضى والدم الذي سال في كل مجرى هو ما يقلقني·· قلت·· الحرية دائما تطلب المزيد من الدماء وأنت تعرف ذلك أيها الحمار·· قال ناهقا·· أو ربما وهم الحرية أليس كذلك؟ قلت·· لست أعرف لماذا دائما لا ترى كما يرى الناس وتحاول الخروج عن الواقع وتتراءى لك أشياء لا علاقة لها بالحقيقة·· قال·· أنا أخاف على بلدي·· قلت·· لست وحدك من يحمل المخاوف في قلبه وكلنا كذلك ولكن لا داعي للنظرة التشاؤمية·· قال ساخرا·· أنت الذي تحيرني بتفاؤلك هذا؟ قلت·· لأني أحاول أن أرى النصف المملوء من الكأس وليست مثلك·· نهق نهيقا وخيفا وقال·· أحس أن شيئا ما سيحدث·· قلت·· مثل ماذا مثلا؟ قال·· لست أدري ولكن الخوف يتربص بي وأحس بالاختناق·· قلت ضاحكا·· كل عام وأنت خائف أيها الحمار لا أدعو لك بالسعادة لأنه يبدو أنك لا تحب أن تكون سعيدا···