قال المؤرخ مصطفى نويصر إنه كان يسأل الراحل عبد الحميد مهري عن مذكراته، فيجيب الأخير: ''واش نقول، وواش نخلي''، في إشارة لثراء التجربة التي تمتد إلى بدايات الحركة الوطنية، لكنه أضاف أن الراحل كان قد اتفق مع الدكتور خير الدين حسيب مدير مركز دراسات الوحدة العربية، على أن يتوخى أحد الكتّاب الصحفيين الجزائريين تحرير المذكرات التي يفترض أن تصدر عن المركز، لكنه يجهل إن تم تنفيذ الاتفاق أم لا، وتمنى أن تكون المذكرات قد كتبت خدمة للحقيقة التاريخية وللرجل الذي تشمل سيرته أهم مراحل الحركة الوطنية في مختلف مراحلها· واعترف المؤرخ مصطفى نويصر في ندوة تكريمية الراحل عبد الحميد مهري، بصعوبة تتبع مسار الرجل الذي كان في شبابه الأول في تونس، ''يدرس قليلا ويناضل كثيرا''، لكنه بالمقابل ورغم إهماله لدروسه يحتل المراتب الأولى· وعن بدايات النضال في تونس ?يقول نويصر- إحياء مجلة ''الثمرة'' التي كانت تصدر في وقت سابق ومن هنا بدأ يربط علاقاته مع مختلف أقطاب الحركة التونسية من الزيتونيين إلى الدستوريين والدستوريين الجدد· وتناول جوانب من مذكرات المناضل المغربي محمد حمادي العزيز وكيف أن مهري لعب دورا كبيرا في التأسيس للحركة التحررية المغاربية إلى جانب المغربي عبد الكريم الخطابي وآخرين· ولئن كانت مسيرة المناضل مهري معروفة قبل الاستقلال وهو الذي كان أحد وزراء الحكومات المؤقتة، فإن نويصر يؤكد أن مهري عند الاستقلال ''انسحب ظاهريا من السياسة''، لكنه بقي يمارسها بمفهومها النبيل وهو الذي هندس لفتح مكتب حركة فتح الفلسطينية في الجزائر، رغم ظروفه الاجتماعية الصعبة التي يجهلها الكثير من الناس· وقال المؤرخ مصطفى نويصر: ''لا أستطيع الفصل بين مهري المناضل الجزائري، والمناضل المغاربي والمناضل العربي''·