مرت، أمس، خمسة أيام عن تساقط الثلوج بولاية تيزي وزو والوضعية العامة للمواطنين والمناطق المرتفعة لا تزال خطيرة ومزرية، بسبب العزلة التامة التي فرضتها الثلوج، حيث لا تزال أغلب الطرق مغلقة والآلاف من المنازل دون كهرباء ودون ماء· وأمام عجز السلطات المحلية في مواجهة هذه الأزمة، اضطر والي تيزي وزو إلى الاستنجاد بالجيش الوطني الشعبي للتدخل، قصد فتح الطرق وإنقاذ المناطق المتضررة من جحيم الثلج· يتواصل تساقط الثلج بولاية تيزي وزو لليوم الخامس على التوالي، وتتواصل معه معاناة السكان، لاسيما منهم القاطنين بالمناطق التي يزيد ارتفاعها عن 600 متر، فقد فرضت عليهم عزلة تامة عن العالم، إذ أغلقت كل المؤسسات التربوية والتكوينية، فضلا عن غلق العديد من محلات المواد الغذائية بالمناطق المتضررة، بعدما نفذت موادها الغذائية· فتح جزئي للطرق بالمناطق المنخفضة وطرق المرتفعات مازالت مغلقة المشكل العويص الذي صنع جحيم يوميات سكان أغلب مناطق تيزي وزو هو غلق شبكة الطرق بسبب الكميات المعتبرة من الثلوج التي يتراوح سمكها بين 6 سنتمر و2 متر، وقد سجل، أمس، فتح جزئي لبعض الطرق الوطنية الواقعة بالمناطق المنخفضة، على غرار الطريق الوطني رقم 15 في شطره الرابط بين بلدية إرجن وبلدية الأربعاء نآث إيراثن، لكنه مازال مغلقا في شطره المؤدي إلى عين الحمام· كما فتح الطريق الوطني رقم 73 الرباط بين بلدية فريحة وأغريب، والطريق الوطني رقم 25 الرباط بين ذراع بن خدة وذراع الميزان، وجزء من الطريق الوطني رقم 30 في شطره الرابط بين ذراع الميزان وبوغني وواضية· بالجهة المقابلة، لا زال العديد من الطرق الوطنية مغلقا، على غرار الطريق الوطني رقم ,30 ابتداء من منطقة آث يني، حيث لا تزال قرى إبودراران تعيش عزلة كلية· والأمر نفسه بالنسبة إلى الطريق الوطني رقم 15 الذي ما زال مغلقا في شطره الرابط بين آث عقاشة نحو عين الحمام باتجاه بجاية· كما أغلق الطريق الوطني رقم 12 المؤدي إلى بجاية بمنطقة إيعكوران وأدكار، حيث وصل سمك الثلج به إلى 30,2 متر· وكذلك الطرق الوطنية 26 ,34 ,68 ,71 ما زالت مغلقة بسبب الثلوج· قرى دون كهرباء لليوم الخامس على التوالي تعيش معظم القرى الواقعة على ارتفاع يزيد عن 600 متر دون كهرباء لليوم الخامس على التوالي· وأكد رئيس بلدية آث أومالو بدائرة تيزي راشد أن ثلاثة قرى من البلدية انقطع عنها الكهرباء إلى يومنا هذا وهي قرى إفناين وأفرناقو وأبودا بادا· واعترف رئيس البلدية ''بالوضع الكارثي'' الذي يعيشه سكان المنطقة، كما كشف أن القريتين ثادراث أوفلا وثادارث أوبادا ما زالتا خارج العالم بسبب غلق الطرق وعجز البلدية عن فتحها بسبب غياب الإمكانيات· الأمر نفسه بالنسبة إلى الطريق الولائي رقم ,1 كما لا تزال المئات من قرى تيزي وزو دون كهرباء، لاسيما منها التابعة لكل من عين الحمام، إفرحونان، إليلتان، زكري، آث زيكي، بوزقان، إيلولا أومالو، إمسوحال، مقلع، إيعطافن، أقبيل، أبي يوسف، واسيف، آث تودارث، ذراع الميزان، آيت يحي موسى، فريقات··· وغيرها من البلديات· وحسب مصادر من مؤسسة سونغاز، فإن 70 بالمائة من القرى الواقعة شرق وجنوب شرق ولاية تيزي وزو تعيش دون كهرباء، وسجلت نسبة 60 بالمائة من قرى دون تيار كهربائي بالناحية الجنوبية الغربية· وكشف مصدرنا، أن الجهة الغربية فنسبة القرى دون كهرباء لا يزيد 50 بالمائة، بينما سجلت 40 بالمائة في الناحية الشمالية للولاية من القرى دون كهرباء· كما أكد أن فرق مؤسسة سونلغاز قامت بإرجاع الكهرباء في العديد من القرى، منذ صبيحة أمس· وكشف أن عدد المنازل التي لا تزال دون كهرباء بتيزي وزو تتجاوز 22 ألف منزل· كما اعترف مصدرنا بعجز سونلغاز عن إعادة التيار الكهربائي للمناطق الواقعة في المرتفعات بسبب تواصل تساقط الثلوج وغلق الطرق· سكان القرى يعيشون أزمة المواد الغذائية عادت، صبيحة أمس، الحياة إلى بعض المناطق الواقعة بالمنخفضات بولاية تيزي وزو، بعد الفتح الجزئي لشبكة الطرق ومونت القرى بالمواد الغذائية التي تكفل بها التجار وأصحاب محلات المواد الغذائية، بينما لا تزال القرى الواقعة على ارتفاع يزيد عن 800 متر تعيش أزمة حادة في المواد الغذائية· وحسب المعلومات التي استقيناها من عدة مناطق متضررة على غرار عين الحمام، بوزقان، إفرحونان، إليلتان، إبودراران··· فإن محلات القرى فارغة حتى من العجائن التي ''نفذت منذ اليومين الأولين من تساقط الثلوج''· وأبدى العديد من المواطنين ''مخاوفهم من استمرار هذه الأزمة''، لاسيما مع إعلان مالح الأرصاد الجوية عن عودة تساقط الثلوج في تيزي وزو في المناطق الواقعة على ارتفع 500 متر، علما أن معظم المناطق بولاية تيزي وزو تقع في مرتفعات يزيد عن 800 متر ومنها مناطق تقع في ارتفاع يزيد عن 1200 متر· الأميار يجمعون على غياب الإمكانيات لمواجهة أزمة الثلج اتصلنا أمس بالعديد من رؤساء البلديات والمنتخبين بالمجالس البلدية بالمناطق المتضررة من الثلوج، لاسيما منها البلديات الواقعة شرق وجنوب شرق الولاية، فأجمعوا في تصريحاتهم على ''أن الوضعية التي تعيشها القرى بمناطقهم خطيرة وكارثية''، وأكدوا ''عجز البلديات عن مواجهة هذه الأزمة بسبب افتقارها للإمكانيات اللازمة''· ووصف رئيس بلدية آث أومالو وضعية منطقته ''بكابوس يعيشه السكان، وأن منطقته معزولة تفتقر للغاز الطبيعي وانقطع عنها التموين بغاز البوتان بسبب غلق الطريق الولائي رقم .''1 وثمن الجهد الذي يبذله بعض الخواص في فتح الطرق وفك العزلة عن المنطقة· الأمر نفسه أكده رئيس بلدية أبي يوسف، حيث وصف الوضعية ''بالمزرية والمقلقة'' بعدما عزلتهم الثلوج، وتأسف لغياب الإمكانيات لإزالة الثلوج من الطرق· وأكد منتخب محلي من بلدية عين الحمام أن منطقتهم تعتبر ''الأكثر تضررا وأن القرى لا تزال تحاصرها الثلوج، وأن 95 بالمائة من القرى تعاني أزمة في المواد الغذائية وانقطاع التيار الكهربائي''، معترفا ''بفشل سياسة الدولة في مواجهة مثل هذه الأزمات''· أما نائب رئيس بلدية إفرحونان، فكشف أن 80 بالمائة من قرى البلدية انقطع عنها الكهرباء، ومحرومة من التموين بالمواد الغذائية، مشيرا إلى أن الإمكانيات التي تتوفر عليها البلدية عاجزة تماما عن فتح الطرق· وهو ما أكد نائب رئيس بلدية إمسوحال الذي قال إن المنطقة تعيش ''جحيما حقيقي والمواطنين يموتون ببطء''· أما منتخب محلي من بلدية إبودراران وصف الوضع العام بالبلدية ب ''خطير جدا''، مشيرا إلى أن ''سمك الثلوج ببلدته بلغ 2 متر وأن 90 بالمائة من القرة معزولة وتفتقر لأدنى ضروريات الحياة وأنها منسية''· ودق هؤلاء المسؤولون ناقوس الخطر، موجهين نداء إلى المسؤولين السامين في الدولة بضرورة إعادة النظر للمناطق التي تعاني من قسوة الطبيعة· تصريحات رؤساء الدوائر تثير سخط وتذمر المواطنين لم يهضم المواطنون بالعديد من مناطق ولاية تيزي وزو التصريحات التي أدلى بها رؤساء الدوائر لإذاعة تيزي وزو، حين قللوا من حجم الأضرار التي خلفتها الثلوج، وقدموا معلومات تغلط الرأي العام عن الوضعية العامة التي يعيشها السكان، لاسيما منهم المتضررين من الثلوج والقاطنين بالمناطق المرتفعة، وصرحوا أن معظم الطرق الوطنية والولائية التي أغلقتها الثلوج فتحت بجهود جبارة بعد توفير الوسائل والتجهيزات والآلات لإزالة الثلوج من الطرق· فقد أجمع المواطنون وبعض المنتخبين المحليين على أن ''الوضعية المتردية الناتجة عن الثلوج لا تزال مستمرة''· وكان رئيس دائرة عين الحمام صرح بأن ''الوضع العام بالمنطقة عادي ولا يستدعي القلق وأن السلطات وفرت كل الإمكانيات اللازمة وفتحت الطرق وإعادة الكهرباء للعديد من القرى''، لكن السكان أكدوا أن منطقتهم لا تزال تعاني عزلة تامة، ووصفوا تصريحات رئيس الدائرة ''بالكاذبة''· الأمر نفسه قاله سكان ثلاثة بلديات تابعة لدائرة ذراع الميزان، واعتبروا تصريحات رئيس الدائرة في اليوم الثالث من تساقط الثلوج، ''كاذبة''، حيث قال إن مصالحه ''فتحت الطريق الوطني رقم 25 الرباط بين آيت يحي موسى وذراع الميزان، وفتحت كذلك الطريق الولائي رقم 152 الرابط بين آيت يحي موسى وتيمزريت، وكذا الطريق البلدي بين آيت يحي موسى ومكيرة''، والأمر نفسه بالنسبة إلى طرق بلدية فريقات، لكن السكان فندوا هذه التصريحات، وأكدوا أن ''هذه الطرق أغلقت لمدة أربعة أيام وأعيد فتحها صبيحة أمس''· تدخل الجيش الوطني الشعبي لفتح الطرق أمام عجز السلطات البلدية على فتح الطرق التي غطتها الثلوج، وجه والي ولاية تيزي وزو عبد القادر بوازغي، أول أمس، نداء إلى الجيش الوطني الشعبي وطالبه بالتدخل لمساعدة المواطنين، حيث سجل تدخل عناصر الجيش بعدة مناطق من الولاية، وقاموا بفتح الطرق الرئيسية على مستوى مقرات البلديات في كل من إرجن، الأربعاء نآث إراثن، عين الحمام، آي يحي، إيلولا أومالو، تيزي راشد، فريحة، أغريب، عزازقة، إيعكوران، تيقزيرت· وحسب ما علمته ''الجزائر نيوز'' من مصادر أمنية مؤكدة، فإن قادة الجيش بولاية تيزي وزو قررت أمس توسيع نطاق تدخلها نحو المناطق المعزولة، لاسيما منها الواقعة في المرتفعات، وهذا بعد الوضعية الخطيرة التي يواجهها السكان بسبب تراكم كميات من الثلوج التي تواصل إلى حد كتابة هذه الأسطر في التساقط·