أفادت مصادر إعلامية أن قوات الحكومة السورية واصلت قصف مدينة حمص، أمس الأربعاء، أشد من أي وقت مضى خلال الأيام الخمسة الماضية. أضافت المصادر بأن قوات من المشاة موالية للرئيس بشار الأسد تحركت مقتربة من المواقع التي تسيطر عليها المعارضة في المدينة. وقال أحد سكان بابا عمرو إن قصف قوات الحكومة بالصواريخ والمدافع تميز بالعشوائية، وإنه إن لم يتدخل الغرب بدعم جيش سوريا الحر، فإن قوات الحكومة ''ستسحق المعارضة''. وشنت القوات الموالية للأسد العديد من عمليات الدهم والاعتقالات، فيما تعالت أصوات الأطباء والسكان بأكثر من مدينة مطالبة بتدخل منظمات الإغاثة لإسعاف مئات الجرحى، ووضع حد لوضع إنساني وصف بالكارثي. وحسب النشطاء والهيئة العامة للثورة والمرصد السوري لحقوق الإنسان فإن أكثر من خمسين شخصا قتلوا في حمص أمس، بينهم عشرون طفلا من الخدج، ماتوا بسبب انقطاع التيار الكهربائي عن المدينة ومستشفياتها. وقال ناشطون إن من بين القتلى 91 فردا من ثلاث عائلات، قتلوا طعنا بالسكاكين من قبل شبيحة نظام بشار الأسد في حي السبيل. ووصف أحد الأطباء بالمدينة الوضع هناك بأنه كارثي، مؤكدا صعوبة إسعاف الكثير من الجرحى بسبب نقص المواد الطبية اللازمة، مشيرا إلى صعوبة إحصاء عدد القتلى الذين سقطوا في القصف المتواصل على حمص منذ الفجر، وناشد كلا من الصليب والهلال الأحمر التدخل لتقديم ما يمكن للجرحى. وفيما يتعلق بالوضع في حي بابا عمرو، قال ناشطون إن أكثر من ثلاثين منزلا احترقت بالكامل جراء القصف، مؤكدين أن الجيش لم يترك منزلا من منازل الحي إلا وقصفه، وأشاروا إلى أن الجيش النظامي يستهدف الحاضنة الاجتماعية للجيش السوري الحر في حمص، التي تعيش بلا كهرباء أو ماء. ووفقا لناشطين، فإن العديد من أحياء المدينة أصبحت معزولة تماما، وأنه من الصعب الوصول إليها لإسعاف الجرحى، يأتي ذلك بينما تمكن الجيش من اقتحام حي الإنشاءات بالمدينة، بعد أيام من القصف المتواصل. ونقلت مصادر إعلامية أن الدبابات وصلت عند مسجد القباب بالحي، وأن الجنود دخلوا المستشفى الحكومي فيه، واقتربوا من بابا عمرو، فيما تسمع أصوات القصف على كرم الزيتون والبياضة. وقد بث ناشطون صورا أولى للأطفال الذين سقطوا برصاص جيش بلادهم، أمس، في حمص. وبمدينتي الزبداني ومضايا بريف دمشق لقي تسعة أشخاص مصرعهم فجر أمس، بالقصف المتواصل على المدينتين منذ عدة أيام، كما تعرضت بلدة تسيل بالقرب من درعا لقصف الجيش السوري. فيما حاصرت قوات الجيش النظامي مدينة تدمر واعتقلت العديد من سكانها، كما شنت حملة دهم واعتقالات واسعة بأحياء المرجة والفردوس بمدينة حلب. في المقابل، نفت السلطات السورية إطلاقها النار على المنازل، وقالت إن صور الجثث المنتشرة على الأنترنت مختلقة. وأوردت وسائل إعلام حكومية أن ''مجموعات إرهابية مسلحة'' أطلقت قذائف الهاون في حمص وأضرمت النار في الإطارات وفجرت المباني الخالية لإعطاء الانطباع بأن المدينة تتعرض لهجوم من القوات الحكومية. وكان الرئيس السوري بشار الأسد قد كرر وعوده بإنهاء العنف، والحوار مع المعارضة، وإدخال إصلاحات. وجاء ذلك في محادثات الرئيس السوري مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أول أمس الثلاثاء. وكان لافروف قد عبر عن اعتقاده بأن الرئيس الأسد يدرك الحاجة لاتخاذ إجراء سريع.