تفاقمت وضعية سكان المناطق المتضررة بولاية تيزي وزو في اليوم السادس من تساقط الثلوج من السيء إلى الأسوأ· فبعد يوم فقط من الفتح الجزئي لبعض الطرق الوطنية والولائية والبلدية عادت الطرق، أمس، إلى ما كانت عليه سابقا، وأغلقت من جديد بسبب الثلوج المعتبرة التي تساقط ليلة أول أمس، فيما لا تزال المئات من القرى دون كهرباء ودون غاز أو ماء أو مواد غذائية، إلى حد أن اندلعت العديد من الاحتجاجات بمناطق متفرقة من الولاية تطالب بتوفير أدنى الضروريات لمواجهة أزمة البرد، لاسيما توفير قارورات الغاز وإعادة التيار الكهربائي· استغرب سكان مناطق عديدة بولاية تيزي وزو أمر المسؤولين بولاية تيزي وزو، لاسيما رؤساء الدوائر وبعض الأميار الذين يقدمون تصريحات ''ملفقة وكاذبة'' حول الوضعية العامة الناتجة عن تساقط الثلوج بمختلف مناطق الولاية، ويؤكدون منذ 6 أيام أن ''السلطات وفرت كل الإمكانيات اللازمة وقامت بفتح الطرق وتوفير غاز البوتان والمواد الغذائية''، مؤكدين أنهم ''يتلاعبون بالحقائق ويستخفون بمعاناة العائلات''· ووصف السكان حياتهم مع تساقط الثلوج ب ''جحيم حقيقي بسبب العزلة التامة التي فرضتها الثلوج''· ثلوج على ارتفاع 500 متر وغلق الطرق التي فتحت تسببت الثلوج التي تساقط، ليلة أول أمس، بولاية تيزي وزو على ارتفاع 500 متر في غلق الطرق التي فتحتها جزئيا المواطنون ووحدات الجيش الوطني الشعبي، حيث أغلق الطريق الوطني رقم 15 في شطره الرابط بين إرجن والأربعاء نآث إراثن نحو عين الحمام، وأغلق الطريق الوطني رقم 30 الرابط بين بوغني وواضية نحو واسيف إبودراران، والأمر نفسه بالنسبة إلى الطريق الوطني رقم 12 بمنطقة إيعكوران، وكذا الطريق الوطني رقم 71 في شطره الرابط بين عزازقة وإيفيغا نحو إمسوحال، وكل هذه الطرق فتحت جزئيا في اليوم الخامس من تساقط الثلوج، بعد تدخل قوات الجيش ومساعدات بعض المقاولين الخواص وأصحاب آلات الأشغال العمومية· بالموازاة لا تزال كل الطرق الولائية والبلدية مغلقة بالمناطق التي تقع على ارتفاع يزيد عن 700 متر، على غرار عين الحمام، إفرحونان، إمسوحال، بوزقان، آث أومالو، آث زكي، أبي يوسف، إيلولا أومالو، إبودراران، آث يني، الأربعاء نآث إيراثن، آث بومهدي، آث واسيف، آث تودارث، فريقات، بونوح، آسي يوسف، تيميزار، بوجيمعة، واقنون، ماكودة··· وغيرها من المناطق التي تبقى معزولة· ويزداد الوضع تأزما لدى القرى التي حاصرتها الثلوج، ولا تزال الثلوج إلى حد كتابة هذه الأسطر تتساقط بكميات معتبرة مما ينذر بوضعية أكثر خطورة، فيما لا تزال الطرق الوطنية مغلقة على غرار الطرق الوطنية رقم .68 ,30 ,15 ,26 ,72 ,71 ,73 وتبقى ولاية تيزي وزو معزولة عن ولايتي بجاية والبويرة· قارورة غاز البوتان تقفز إلى 3 آلاف دينار تسبب الحصار الذي فرضته الثلوج على قرى ومداشر ولاية تيزي وزو في حرمانها من التموين بغاز البوتان، بسبب عجز مؤسسة نفطال عن إيصال هذه المادة الحيوية إلى المناطق المتضررة· وأمام تزايد الطلب والحاجة الماسة لهذه المادة فتح المجال للمضاربة بأسعار قارورة الغاز· وحسب ما أكدته مصادر محلية، فإن سعر قارورة غاز البوتان وصل إلى 3000 دينار بمنطقة إبودراران وأبي يوسف وأقبيل وإيعطافن، حيث أجبرت بعض العائلات على اقتنائها بهذا السعر المرتفع بهدف توفير التدفئة واستعماله للطهي· وكشفت مصادر أخرى من إيعكوران أن في صبيحة أمس بيعت قارورة غاز البوتان بسعر 2500 دينار، وبمنطقة بوزقان ب 1800 دينار، بينما يتراوح سعرها بكل من قرى فريقات وبونوح بين 800 دج و1600 دينار· وتشير مصادر محلية من واضية أن قارورة غاز البوتان تباع في القرى المتضررة من الثلوج ب 1000 دينار· وبالمنطقة الشمالية، كشف منتخب محلي من بلدية بوجيمعة أن المواطنين اقتنعوا صبيحة أمس قارورات غاز البوتان بالمنطقة بسعر يتراوح بين 500 دج و900 دينار، وبواقنون وماكودة وصل سعرها إلى 1100 دينار· وبالعودة إلى مواسم الشتاء الفارطة بولاية تيزي وزو، نجد أن الأسعار التي بلغتها قارورة غاز البوتان قد حطمت أرقاما قياسية، فلم يسبق وأن تجاوزت قارورة غاز البوتان بتيزي وزو 600 دج في عز فترات الشتاء وتساقط الثلوج· وتشهد العديد من محطات توزيع الغاز بتيزي وزو طوابير غير متناهية من المواطنين ينتظرون تحقيق حلم الحصول على قارورة الغاز، فيما علمنا من مصادر محلية مؤكدة أن المواطنين ببلدية إرجن اضطروا للانتظار، ليلة أمس، تحت البرد القارص إلى غاية الواحة والنصف ليلا قصد الحصول على قارورة غاز، لكن خابت آمال العشرات من العائلات بعدما نفذت قارورات الغاز قبل وصولها إلى بلدية إرجن، بالرغم من أن الشاحنة كانت موجهة خصيصا لهذه البلدية· 8500 منزل لا يزالون دون كهرباء سجلت ولاية تيزي وزو أمس عودة التيار الكهربائي في العديد من المناطق، بما فيها القرى والمداشر· وحسب ما أكده مصدر من مؤسسة سونلغاز بتيزي وزو، فإن التيار الكهربائي يعود تدريجيا إلى المناطق المتضررة، مضيفا أن مؤسسة سونلغاز أحصت، في اليوم السادس من تساقط الثلوج، أزيد من 8 آلاف منزل بتراب الولاية لا تزال دون كهرباء· واعترف مصدرنا بصعوبة العملية، بسبب الطرق المغلقة وصعوبة تحديد الخلل وتقطع الكوابل الكهربائية بمناطق غابية· هذا وأكدت مصادر محلية من بوغني وواضية وذراع الميزان ومعاتقة وواقنون وتيقزيرت أن بعض القرى التابعة لها من التي عاد إليها التيار الكهربائي، صبيحة أمس، انقطع مجددا في حدود الواحدة زوالا· وأكدت مصادر أخرى من آيت يحي موسى وعين الزاوية أن التيار الكهربائي ينقطع بشكل مستمر في اليوم· كما كشفت مصادر محلية، أن معظم قرى البلديات الواقعة في الناحية الجنوبية والجنوبية الشرقية والشرقية، ومعظم قرى المناطق الشمالية لا تزال بدون التيار الكهربائي لليوم السادس على التوالي· سكان أقبيل وأبي يوسف يتدفؤون بأبواب ونوافذ منازلهم دفع الوضع المزري الذي يعانيه سكان بلدتي أقبيل وأبي يوسف الواقعتان بمحاذاة جبال جرجرة جراء البرد القارص واستحالة الحصول على قارورات غاز البوتان وانقطاع التيار الكهربائي وعيشهم في عزلة تامة إلى إيجاد وسيلة أخرى لتوفير التدفئة· وقال أعيان القرى ورؤساء الجمعيات، في اتصالات هاتفية مع ''الجزائر نيوز''، إن العائلات أقدمت على نزع خشب أبوابها ونوافذها وحرقها لتوفير التدفئة والطهي· وأجمع المتحدثون ل ''الجزائر نيوز'' على أنه لم يسبق وأن شهدوا كميات من الثلوج بمنطقتهم مثل هذه السنة، مشيرين إلى أنها فاقت مترين ونصف· وكشفوا أن بعض العائلات أقدمت على نزع بعض أعمدة الخشب من السقف لتوفير التدفئة· في السياق ذاته، علمنا من مصادر محلية مؤكدة، أن سكان القرى الجنوبية ببلدية فريقات الواقعة على ارتفاع يزيد عن ألف متر تنقلوا أكثر من 15 كلم مشيا على الأقدام إلى مقر البلدية واحتجوا على ندرة غاز البوتان، وهددوا باستعمال العنف في حالة مواصلة المسؤولين تهميشهم وعزلهم مثلما عزلتهم الطبيعة· مير تيميزار يستغيث وجه، أمس، رئيس بلدية تيميزار جوادي الوناس نداء استغاثة للسلطات الولائية، قصد التدخل العاجل لتوفير الإمكانيات التي من شأنها أن تفك العزلة التي فرضتها كميات الثلوج المعتبرة التي تساقط ببلديته، حيث وصف الوضع بالخطير وأن سكان كل القرى التابعة للبلدية يموتون في صمت، مشيرا إلى أن كل الطرق المؤدية إلى القرى مغلقة، بما فيها الطريق الولائي رقم 90 الذي يعبر البلدية· وأكد مير تيميزار الغياب الكلي لقارورات غاز البوتان، وندرة المواد الغذائية، لاسيما منها الخبز والحليب، وأبدى خوفه الشديد من تفاقم أوضاع السكان في ظل استمرار سياسة التهميش المطبق على بلديته· احتجاجات بسبب ندرة غاز البوتان وانقطاع التيار الكهربائي سجلت، أمس، ولاية تيزي وزو العديد من الحركات الاحتجاجية بمناطق متفرقة من الولاية، شنها المواطنون تنديدا بعدم تزويدهم بغاز البوتان وانقطاع التيار الكهربائي لليوم السادس على التوالي، واحتجاجا على تصريحات رؤساء الدوائر وبعض الأميار الذين يريدون تزييف الحقائق ويقللون من حجم الأضرار التي خلفتها الثلوج· وقد أقدم، صبيحة أمس، سكان 10 قرى ببلدية تادميت وذراع بن خدة المعروف بدوار سيدي علي بوناب على غلق الطريق الوطني رقم 12 بالمدخل الغربي لمدينة ذراع بن خدة، ولا يزال مستمرا إلى غاية كتابة هذه الأسطر، احتجاجا على انقطاع التيار الكهربائي عن منازلهم منذ يوم السبت المنصرم، وحرمانهم من حصص غاز البوتان، مشيرين إلى أنه رغم فتح طرق قراهم إلا أن التيار الكهربائي لم يعد· وما أثار سخط المحتجين أن مؤسسة سونلغاز أكدت لهم عجزها عن إيجاد الخلل، وحاول المحتجون حرق مقر سونلغاز بذراع بن خدة، وتدخل بعض العقلاء لتهدئة المحتجين· كما قدموا مهلة 24 ساعة للمسؤولين قصد إعادة الكهرباء وتخصيص شاحنات من قارورات غاز البوتان للمنطقة· وبمنطقة ذراع الميزان أغلق، أول أمس، سكان قرية سنانة الطريق الوطني رقم 68 الرابط بين ذراع الميزان وتيزي غنيف، احتجاجا على تصريحات رئيس الدائرة الذي أكد أن كل الطرق بالمنطقة مفتوحة، في حين أكد المحتجون أن ''طريق قريتهم لا يزال مغلقا بالثلوج وأن البلدية لم تخص كاسحة الثلوج، مثلما فعلته مع بعض القرى''· كما احتجوا أيضا عن قطع التيار الكهربائي· في السياق ذاته، اقتحم سكان تيزي غنيف مقر الدائرة وحاولوا إضرام النار فيها، للمطالبة بحصة خاصة من قارورات غاز البوتان لمنطقتهم، وتنديدا بفشل رئيسي الدائرة والبلدية في توفير أدنى متطلبات المواطنين خلال تساقط الثلوج· وهدد سكان بلدية واقنون وبوجيمعة بشن حركة احتجاجية وتخريب مقر سونلغاز، في حال استمرار الوضع على حاله وعدم عودة التيار الكهربائي إلى منازلهم·