نشرة جوية جديدة تفيد بأن الثلوج ستستمر بالتساقط في مختلف مناطق الوطن، هذا الخبر الذي أطرب حماري التعيس وجعله يفرح وسط دهشتي واستغرابي· قال ناهقا، أنا أحب الأجواء الباردة وهي وحدها تجعلني نشيطا رغم تكومي داخل فرشتي، لكن هناك ما ينغص علي فرحتي·· قلت ساخرا، يبدو أنك تذكرت هؤلاء المساكين، الذين يحاصرهم الثلج والعواصف ولم يسعفهم الحظ حتى في الحصول على قارورة غاز؟ قال وهو يضرب بذيله الطويل ذات اليمين وذات الشمال، نعم تذكرتهم وتذكرت العجز الظاهر لحكومتنا في معالجة هذه المشكلة·· قلت، الأخبار تقول إن طوابير الغاز أصبحت هي سيدة الموقف في معظم المناطق التي ما تزال ترزح تحت الثلج ولم تصلها لا معونة ولا غيرها·· قال مستنكرا ما يحدث، والله هذا الثلج جاء في وقته وقد فضح السلطة ورجالها الذين لم يقدروا حتى تقديم يد المساعدة للمحتاجين ولا التكيف مع حالة الطوارئ التي أقرتها الطبيعة·· قلت، لقد فهمت الآن، لماذا بقينا متأخرين عن الدنيا بدنيا ولماذا كل سهل يصعب علينا؟ قال ناهقا، فهمك جاء متأخرا أيها الصديق، هذه الوجوه البائسة التي لا تستح وما تزال تتصدر الأخبار وتريد أن تمسك الحكم هي التي فعلت بنا ما فعلت، تصور أنت مسؤولين لا يستطيعون حتى مجابهة الثلوج كيف لهم أن يفعلوا شيئا آخر؟ قلت، كل كلامهم االله غالب''·· نهق عاليا وقال، والله كرهت هذه الكلمة وحرام عليهم ما يفعلون بالشعب الذي ما يزال يعاني مشاكل الغاز والماء والكهرباء ونحن على بعد خمسين سنة من الاستقلال·· قلت، حسابهم سيكون عظيما لأنهم لم يراعوا رعيتهم·· قال ساخرا، لست أفهم كيف لهؤلاء أن يشحذوا أصوات المواطنين ويدعونهم بكل وقاحة لانتخابهم وهم لم يقدموا شيئا لا في الماضي ولا الحاضر ولا المستقبل؟ قلت، مصائب قوم عند قوم فوائد يا حماري، وقد يفعل الثلج بالانتخابات ما لا تستطيع فعله رسائل أس أم أس وزارة الداخلية·