تكوّم حماري اللعين في فرشته والبرد يكاد يقضي عليه، ولم تنفعه كؤوس الشاي الساخنة التي احتساها منذ الصباح، قلت له مستفزا·· الناس تلعب بالثلج في الخارج وأنت تتكوّم مثل العواجيز في مكانك؟ أخرج ذيله من تحت ''الزاورة'' وقال ناهقا·· أي لعب وأي ثلج والناس تموت بسبب العواصف والأمطار، لم تكفهم ''قنطة'' الحياة التي تخنقهم وتأتي عليهم فزادت الطبيعة من الشعر بيتا· قلت مازحا·· لا تخف أيها الحمار الدولة سوف تتولى أمرهم، تعالى وراء النافذة واستمتع بالعواصف· نهق من مكانه محتجا·· تكفينا عواصف السياسة أيها الصديق·· قلت·· وما دخل السياسة في حالة الطقس، يبدو أنك خرفت وهرمت وبدأت تضيع منك المعايير· قال·· أنا أعي جيدا ما أقول، بينما أنت وغيرك تلهون بالثلوج هناك من يلهو بمستقبلنا في الخفاء·· قلت ضاحكا·· أي مستقبل هذا الذي تتحدث عنه؟ يجب أن نملك مستقبلا أولا ثم نفكر في ضياعه؟ قال·· الأحزاب التي ''تُفرّخ'' كل يوم مثل الصيصان سوف تلعب لعبتها، وسوف ندخل معهم اللعبة كما دخلنا مع الذين من قبلهم، وهاهم يخرجون بمكافآت وتشكرات على خدماتهم لنا، وها نحن في مكاننا نُراوح ولم تلحقنا أي خدمة من أي كان·· قهقهت ملء صوتي وأنا أكاد أجن من كلامه·· فعلا أنت حمار، تنتظر أحزابا تقدم لك نوابا حتى يخدمونك؟ هذا عبط ليس بعده عبط·· قال بحزن·· غبائي قال هذا·· قلت·· تعال واستمتع بالثلج، حتما سيذوب حينما يطلع النهار مثل كلام هؤلاء الذين تتكلم عنهم، ودعك من وهم السياسة ومشاكلها·· الشعب لا يملك سوى الصبر وبعض الأمل عفوا بعض الألم··