أطلقت وزارة الدفاع الوطني، ابتداء من مساء أول أمس، حملة أمنية جديدة تدعو فيها المواطنين إلى التبليغ عن أي نوع من التهديدات يكون مصدرها ما وصفته ب ''بقايا الإرهاب الفارين ''· وأكدت في رسائل نصية عبر متعاملي الهاتف النقال أن هناك جزائريين ''إخوانا لنا يعانون جراء تلك البقايا ''، وهي حملة التصقت بأذهان الجزائريين في سنوات التسعينيات، لتعاود الظهور في هذه الفترة التي تشهد حراكا سياسيا كبيرا· وأطلقت وزارة الدفاع الوطني رقما أخضر (1590) على غرار الأرقام التي خصصتها قوات الدرك والأمن الوطنيين، إلا أن هذا الرقم مخصص لمكافحة الإرهاب· واعتمدت وزارة الدفاع على اللغتين العربية والفرنسية للتوجه إلى ملايين الجزائريين عبر متعاملي الهاتف النقال، وهو الأسلوب الجديد الذي لم يسبق لوزارة الدفاع الوطني أن استعملته في حربها على الإرهاب في سنوات التسعينيات التي كانت تقتصر فيها إجراءات إشراك المواطن في عملية مواجهة الإرهابيين، على تعليق صور الإرهابيين في الساحات العمومية، وإعلانات في ''بلغوا '' عن حقائب أو أكياس مشبوهة أو أشخاص مشبوهين عبر ''ومضات إشهارية '' تلفزية· يأتي هذا الإجراء، بعد انقطاع شبه تام للعمليات الإرهابية، الانتحارية منها خاصة، منذ تفجيرات برج منايل في جويلية الماضي التي أودت بحياة أربعة أشخاص وعشرات الجرحى، ثم الهجمة الانتحارية على أكاديمية مختلف الأسلحة بشرشال في أوت الماضي -أيضا- التي خلفت ما لا يقل عن 12 قتيلا بين مدنيين وعسكريين· وإذا كانت بعض التقارير الإعلامية تطلعنا بين الفينة والأخرى عن إحباط محاولات تسلل إرهابيين أو القيام بعمليات تستهدف مؤسسات معينة، فإن الحدث الأبرز الذي أعقب إعلان وزارة الدفاع الوطني العودة إلى المواطنين من أجل ''استكمال ما تبقى من الإرهابيين الفارين بالقضاء عليهم ''، هو تصريحات ممثلي الاتحاد الأوروبي الذين أكدوا أنهم سيدرسون طلب الجزائر لتغطية الانتخابات التشريعية القادمة وأنهم سيحاولون الإجابة على عدة أسئلة يقررون على ضوئها الموافقة أو الرفض، من بينها العامل الأمني ومدى السلامة الأمنية والظروف ذات العلاقة التي سيؤدي فيها ممثلو الاتحاد مهمتهم ''التقنية ''· كما قد لا تنفصل عملية دعوة المواطنين للانخراط من جديد للتبليغ عن الإرهابيين الفارين والتهديدات الصادرة عنهم، عن احتمال ورود معلومات لقوات الأمن بشأن تهديدات للأمن العام، كونها توجهت بالتأكيد في البرقية الهاتفية أن ''إخواننا يعانون من بقايا الإرهاب '' ما يعني أن النشاط الإرهابي قائم ومتواصل· كما لم تستبعد السلطات، بعد عمليات إرهابية سابقة، أن تكون الأسلحة التي هربّت من ليبيا قد استعملت فيها· كما شاع أيضا أن ما يطلق عليه قاعدة بلاد المغرب الإسلامي تكون قد تحصلت على شحنة من الأسلحة القادمة من بلاد الزعيم السابق لليبيا معمر القذافي والتي كانت قوات الأمن قد أحبطت أيضا في الجنوب تهريب جزء منها في أكثر من مرة·