دعا وزير الخارجية مراد مدلسي إلى ضرورة الضغط على المعارضة السورية بنفس الدرجة التي يتم الضغط بها على النظام السوري، واصفا إياها بالمشتتة· وندّد الوزير بحرق العلم الجزائري في الشوارع السورية، نافيا أن يكون الشعب السوري وراء ذلك، بينما كشف نظيره الإسباني في سياق مغاير عن تراجع هام في الهجرة غير الشرعية من الجزائر نحو بلاده· رفض وزير الخارجية، أمس، خلال ندوة صحفية مشتركة بالعاصمة مع نظيره الاسباني، الإجابة عن أي سؤال يتعلق بالموقف الجزائري من الملف السوري، ''إلا بعد التطرق للعلاقات الجزائرية الإسبانية''، وهي المرة الأولى التي يرفض فيها مدلسي ذلك مع مسؤول أجنبي، لكنه اضطر للعودة إلى الملف بعد سؤالين فقط، تحت إلحاح الصحافة الوطنية، موضحا أن الجزائر سجلت تحفظاتها على البند السابع من المقترح الدولي للحل في الأزمة السورية، المتعلق بإرسال قوات عسكرية· وقال مدلسب إن ''الجزائر تتحفظ على كل ما يخرج عن إطار الحل داخل الجامعة العربية، وأنتم تفهمون لماذا طبعا· لسنا مع دعوة مجلس الأمن لتشكيل قوة في سوريا''، في إشارة إلى أن الجزائر لا تشجع التدخل الأجنبي· ووصف مدلسي الحل في إطار الجامعة العربية بالمرجع الأصلي، محددا دوره في الوساطة بين المعارضة والنظام''، لكن ينبغي أن يكون الضغط الممارس على النظام من الدرجة ذاتها على المعارضة، من أجل الحل''، وإلا فإنه يرى مدلسي ليس بإمكان النظام السوري إيصال رسائله ''في وقت توجد المعارضة في تشتت''، داعيا إلى عدم التسرع في اتخاذ القرارات، دون أن يشير بكلامه إلى جهة بعينها· ولم يندّد وزير الخارجية مراد مدلسي بحادثة حرق العلم الجزائري، إلا بعد أن وجّه له السؤال من داخل القاعة حول رد البلد عن إهانة رمز من رموز السيادة الوطنية، بالرغم من أنه استهل جوابه بقوله ''إننا نعلم بذلك''، وأردف قائلا '' إننا ندد بهذه التصرفات غير اللائقة وغير المقبولة''، نافيا أن ''يكون الشعب السوري وراء حرق الراية الجزائرية''، مرجحا أن تكون ''أطرافا غير مسؤولة وربما جهات غير مطلعة''· كما نفى الوزير، في رده على سؤال من القاعة، أخبارا حول اتهام مدلسي لقطر بتكسير الجامعة العربية، وقال ''ليس من شيم الدبلوماسية الجزائرية هذه التصرفات ونحن نجمع ولا نفرق''· وعن ملف الساحل، جدّد مدلسي موقف الجزائر المشاطر لرأي الدعم الدولي لدول الميدان في الساحل من أجل إحلال الأمن في المنطقة، موضحا أن إسبانيا لا تدّخر جهدا في هذا الشأن، معرجا عن الهجرة الشرعية ومستويات مكافحتها في الإطار الثنائي الجزائري الإسباني، قائلا إن الظاهرة متحكم فيها للغاية طبقا لاتفاقيات لا تشهد أية مشاكل· وبلغة الأرقام قال الوزير الإسباني خوسي مارغايو إن الظاهرة تراجعت بنحو 40,20 بالمائة مقارنة بعام ,2010 حيث ''أحصي 1109 مهاجر غير شرعي في ,2011 وهو رقم أقل من الرقم المسجل السنة التي قبلها''· ورغم ذلك، فإن عدد الذين حولوا من إسبانيا إلى الجزائر وصلوا إلى ,1688 حسب الوزير الإسباني· أما عن الصحراء الغربية فقد أكد الوزير الاسباني أن بلده يساند حلا في إطار الشرعية الدولية يرضي كل الأطراف·