قال ناشطون في سوريا، إن 21 شخصا قتلوا معظمهم في حي بابا عمرو في حمص جراء قصف عنيف يتعرض الحي منذ فجر أمس، في اليوم الثامن عشر من حملة عسكرية تشنها القوات السورية ضد المدينة، وسط تكهنات باقتحام دموي قريب للحي، مع وصول تعزيزات عسكرية حكومية ضخمة ، وذلك بعد ليلة سقط فيها أربعة جرحى برصاص الأمن الذي تصدى بالذخيرة الحية لمظاهرة ليلية مناهضة للنظام في دمشق. وقال مجلس الثورة السورية محمد الحمصي، إن من بين القتلى طفلين وثلاث نساء، مشيرا إلى أن طائرات مروحية تقوم بالتحليق فوق الحي لتوجيه القصف .من جانبه، قال عضو الهيئة العامة للثورة السورية هادي العبد الله الموجود في حي بابا عمرو في تصريحات عبر الهاتف، إن الوضع سيء للغاية، وسط قصف عنيف ومستمر، وفقدان جميع الخدمات وعدم وجود ملاجئ يتحصن فيها المدنيون .وأضاف العبد الله، إن القصف طال المستشفى والمساجد التي لجأ إليها السكان، وكذلك بيوت بعض الناشطين، مشيرا إلى أن أكثر من 250 قذيفة سقطت على الحي وكذلك على حي الإنشاءات في حمص، في الساعات الأولى من الصباح .وأكد أنهم يتوقعون اقتحاما قريبا للحي ولمجمل حمص قال إنه سيكون دمويا، مشيرا إلى أن تعزيزات عسكرية ضخمة وصلت إلى القوات التي تحاصر حمص، مطلقا نداء استغاثة لإنقاذ المدينة .وتزامن ذلك مع ورود أنباء عن مفاوضات يجريها الصليب الأحمر الدولي ''مع جميع الأطراف'' للتوصل إلى وقف لإطلاق النار بهدف إيصال المساعدات إلى المناطق الأكثر تضررا، لكن العبد الله نفى علمه بوجود مثل هذه المفاوضات .وقال ناشطون، إن مخزونات المؤونة والدواء تنفد في المدينة وإن أزمة إنسانية تلوح في الأفق، ويتوقع أن تشمل أيضا مناطق الزبداني ومضايا ورنكوس، حسب مجلس قيادة الثورة في ريف دمشق .في غضون ذلك اتسعت المظاهرات في العاصمة دمشق، حيث خرج مئات المتظاهرين، أول أمس الإثنين، في الميدان الرئيسي لحي الحجر الأسود الدمشقي، حيث قامت قوات الأمن و''الشبيحة'' بإطلاق النار على الحشد، مما تسبب بجرح أربعة متظاهرين نقلوا إلى المنازل للعلاج .وفي دمشق أيضا، نشر ناشطون صورا تظهر مجموعة من المتظاهرين وهم يرددون شعارات احتجاجية في شارع بغداد قرب فرع المخابرات الجوية في منطقة ساحة التحرير وسط العاصمة .وردد المتظاهرون شعارات تضامن مع عدة مدن سورية، إضافة إلى هتافات أخرى تطالب بتنحي الرئيس بشار الأسد .وهذه هي المرة الثانية التي تخرج فيها مظاهرة في هذه المنطقة من دمشق .كما بثت صور تظهر مجموعة من المتظاهرين وهي تقوم بإغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة البرامكة وسط دمشق .وأدى إغلاق الطريق إلى توقف حركة المرور عدة ساعات، واختناق مروري كبير .ويقول ناشطون سوريون إن إغلاق الطرق المؤدية إلى ساحة البرامكة خطوة تصعيدية تأتي كجزء من خطة للعصيان المدني.