جاء في الأخبار أن الجزائر تحتل المرتبة الرابعة عربيا من حيث الرفاهية التي يحظى بها الفرد على العموم، هذا ما جعل حماري التعيس يُستفز ويخرج عن طوره· قلت له·· هل تريد تكذيب الإحصائيات الدولية والرسمية؟ نهق نهيقا طويلا وقال·· من يكون حمار مثلي حتى يتطاول على التصريحات الرسمية؟ قلت·· كنت أحسب أنك ستفعل كعادتك، تحلل وتناقش وتستفسر·· قال بسخرية حادة·· وأنت هل توافق على نتائج هذا التقرير؟ قلت·· لا أملك الحق في معارضة ما يأتي من فوق·· نهق من جديد وقال·· انظر إلى نفسك في المرآة وقل لي بربك هل أنت مواطن تعيش الرفاهية وهل أنا حمار مرفه؟ قلت·· مادامت التقارير تقول ذلك، فمعناه أنه فعلا كذلك ضرب حماري بذيله يمينا وشمالا ورفس الأرض بحافريه·· وقال·· وهل يمكن للمواطن المرفه أن يحرم حتى من قارورة غاز؟ قلت·· لكل شيء استثناء في الحياة يا حماري وللرفاهية أيضا استثناءات·· قال·· تقصد أن المواطنين درجات·· من شملتهم دراسة الرفاهية ليسوا من يقطنون القرى والدواوير؟ قلت·· لست أدري ولكن أنت تعرف لكل قاعدة استثناء·· صرخ حماري عاليا وقال·· لولا رحمة الله سأحطم رأسي على هذا الجدار حتى أرى الرفاهية تخرج منه· قلت·· ولماذا كل هذا الغضب؟ قال ناهقا·· تعودنا على تصديق أكاذيب تصنع هنا في الجزائر وتبقى الأكذوبة محلية تتراوح بين الألسن ومع مرور الوقت تُنسى ولكن أن يعمم الكذب ويصبح خارج القارات فهذا غير معقول؟ قلت·· مسكين أنت أيها الحمار، تأخذ الأمور كلها بجدية وتحسب الدنيا بكل تفاصيلها، دعهم يقولون وميمونة تعرف ربي وربي يعرف ميمونة·